خط أحمر» رسالة سعودية حرصت المملكة طوال تاريخها على وضعها أساسًا في جهودها نحو الحفاظ واحترام قدسية الحرمين الشريفين من أي انتهاك أو تجاوزات، معتبرة أن مخالفة ذلك أمر لن تغفره أو تتسامح فيه أو تتخطى عنه
فالحفاظ على قدسية الحرمين لم يكن في مجال العمارة والتوسعة وتقديم كل ما يلزم من خدمات للحجاج والمعتمرين فقط، بل في مجال عدم استغلال الحرمين في أي منازعات سياسية أو مذهبية أو لبث الفرقة والاختلاف
وتؤكد الجهات المختصة دائما، خاصة مع قدوم موسم الحج، بضرورة الحفاظ على قدسية المكان وعدم استخدامه لتحقيق أهداف سياسية أو رفع شعارات، واحترام أداء مناسك الشعيرة الدينية
وكان رد المملكة على ما قام به صحفي أمريكي (غير مسلم)، خلال الأيام الماضية، سريعا وحازما، وجاء كرسالة موجهة لكل من تسول له نفسه التحايل على الأنظمة لتحقيق مآرب شخصية أو للبحث عن الشهرة والانتشار وتحقيق سبق صحفي، مهما كانت جنسيته أو مهنته
وقام الصحفي بتصوير مقطع مصور له وهو يتجول بالمشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وتمكن من دخول تلك الأماكن بمساعدة مواطن قام بنقله، واستغل ذلك الصحفي ما قام بتصويره لتحقيق شهرة لنفسه وإحداث بلبلة بين المسلمين
إلا أن الجهات المختصة، أكدت مجددًا وبحزم، على قدسية الحرمين الشريفين، والتي تعتبر خطًا أحمر بالنسبة للمملكة، وأنه لن يتم التساهل مع من يتجاوز أو يعتدى عليهما مهما كانت جنسيته أو طبيعة عمله، وذلك من منطلق سيادتها المُطلقة على المُدن والمشاعر المُقدسة التي تشرف بخدمتها ورعايتها
وكان الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، شدد في تصريحات متعددة له، على قدسية الحرمين الشريفين، وأنهما قضية لا يمكن المساومة أو المزايدة عليها بأي حال من الأحوال
كما قال الشيخ السديس في أحد دروسه، إن واجب المسلمين أن يرعوا قدسية الحرمين الشريفين، فلا يجوز أبدًا أن تحول البقاع الآمنة إلى أماكن تجمعات ومظاهرات، وتنظيم تحركات ومسيرات، ورفع لافتات وشعارات وصورٍ ومجسمات، لزعامات وكيانات
وأعلنت شرطة مكة المكرمة صباح اليوم الجمعة، على لسان المتحدث الإعلامي، أنه تمت إحالة مواطن متواطئ قام بنقل وتسهيل دخول أحد الصحفيين (غير المسلمين) ويحمل الجنسية الأمريكية إلى العاصمة المُقدسة، عبر سلوكه المسار الخاص بالمُسلمين