صحيح أن ساسة قطر يعانون الأمرين في الوقت الراهن من العزلة المضروبة حول الدوحة بفعل استمراريتهم في دعم الحركات الإرهابية المتمثلة في إرهاب الدول كما هو الحال مع النظام الإيراني الدموي، والمتمثلة أيضا في التنظيمات الإرهابية كحركة الإخوان المسلمين في مصر والميليشيات الحوثية في اليمن وحزب الله اللبناني وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
صحيح أنهم يعانون ويلات الحصار ولكن الصحيح في الوقت ذاته أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– اتخذ خطوة حاسمة وصائبة بمراعاته الحالات الإنسانية للأسر المشتركة السعودية/ القطرية بما يعكس اهتمامه- أيده الله- بمصالح الشعب القطري رغم تصرف ساسته، وهو اهتمام ينبع أساسا من أهمية العلاقات التاريخية المتأصلة بين الشعبين الشقيقين.
استمرار الحصار المضروب حول الدوحة قد يؤدي الى انهيار الاقتصاد القطري، غير أن ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين من خلال خطوته الأخوية يؤكد أن الشعب القطري في واقع الأمر ليس مسؤولا عن تصرفات قياداته الداعمة للإرهاب.
لقد ثمنت معظم الأوساط السياسية في العالم تلك الخطوة الإنسانية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين لرفع المعاناة عن الشعب القطري ودعم التواصل الأسري بين المملكة وقطر بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، فمصالح الشعب القطري في واد، وتصرفات قيادته في واد آخر، ويهم المملكة باستمرار البحث عن مصلحة الشعب القطري وحريته والحفاظ على استقلاله وسيادته.
ساسة قطر يلعبون بالنار ويقودون دولتهم إلى مصير مجهول سوف يؤدي إلى إلحاق أفدح الأضرار بدولة قطر وإلحاق الأضرار بمجلس التعاون الخليجي وبالإجماع العربي والإسلامي والدولي المتمثل في حصار ظاهرة الإرهاب وتضييق الخناق على الإرهابيين أينما وجدوا، وليس من مصلحة أولئك الساسة استمرار دعمهم للإرهاب والإرهابيين.
التغريد خارج السرب سوف يؤدي على الأمدين القريب والطويل إلى تضييق الخناق على ساسة قطر وزيادة الحصار على دولة يذهب بها ساستها إلى مصير مجهول من أبرز علاماته الظاهرة في الوقت الراهن انهيار اقتصادها بفعل هذا الحصار الذي دفع بمعظم دول العالم لاتخاذه، فتمويل الإرهاب والإرهابيين لا يضر بمصالح شعب قطر أو بمصالح دول المنظومة الخليجية ولكنه يضر بمصالح دول العالم دون استثناء.
المجتمع الدولي ما زال يلاحق الإرهابيين ويسعى لاجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها بينما ساسة قطر يؤيدون تلك الظاهرة ويمدونها بكل أسباب القوة المتمثلة في المال والتأييد السياسي لمزاولة جرائمها في كل مكان.