كشف تقرير سري للأمم المتحدة أن كوريا الشمالية قد زادت مساعدتها السرية لوكالة تابعة للنظام السوري مسؤولة عن إنتاج الأسلحة الكيماوية والصواريخ المتقدمة.
وقال التقرير «إن المساعدات الفنية التي قدمتها بيونج يانج للأسد بدأت منذ أكثر من عقد من الزمان، وتضمنت ثلاث زيارات لخبراء كوريين شماليين فى 2016، فضلا عن إرسالها 40 شحنة غير معروفة من المواد والمعدات المتخصصة والمستخدمة فى بناء مصانع للأسلحة المحظورة دوليًا».
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» تؤكد تلك الوقائع المخاوف من رغبة كوريا الشمالية فى تسويق أحدث تقنياتها من الأسلحة المتقدمة للعملاء الأجانب، حتى وإن كانت أنظمة سيئة السمعة، كنظام الأسد الذي يستخدمها لقتل السوريين.
وأشار التقرير المكوّن من 70 صفحة، وأعده فريق خبراء تابع للامم المتحدة، إلى المساعدات الكورية الشمالية للنظام السوري بالتفصيل، والجهود التي بذلتها الأولى للتحايل على العقوبات التجارية المفروضة عليها.
وسعى الرئيس الامريكي، دونالد ترامب خلال الأشهر الماضية، للضغط على كيم جونغ اون، باستخدام «الملاسنات الشخصية» تارة، والتهديد تارة أخرى باستخدام «النار والغضب»، إذا واصل جونغ تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على حمل الرؤوس النووية والعابرة للقارات لضرب بلاده.
لكن ترامب أشار الإثنين الماضي الى أنه مستعد للانضمام لكوريا الجنوبية وإجراء محادثات مع جارتها الشمالية، ولكن فقط فى ظل ظروف مناسبة.
ويشير التقرير الأخير إلى أن المساعدات الكورية للنظام السوري المارق، كانت أوسع بكثير وشملت على سبيل المثال، مواد هامة في إعادة بناء المنشآت السورية المتضررة للأسلحة الكيماوية.
وقد حدد المحققون التابعون للأمم المتحدة «مركز الدراسات والبحوث العلمية» في سوريا، كمرفق بحثي أساسي للأسلحة الكيماوية والصورايخ المتطورة هناك.
وقد وافق النظام السوري على التخلص من أسلحتها الكيماوية بعد ضغوط غربية ودولية عقب مقتل المئات بسببها، ودمرت الأسلحة المعلنة تحت إشراف دولي في 2013، لكن جيش الأسد استخدمها مجددًا وإن كانت كميات صغيرة منها في هجماته ضد المعارضة.
ومن بين البضائع المحظورة التي شاهدها محققو الأمم المتحدة في أواخر 2016 وأوائل 2017 ست حاويات شحن محمّلة ببلاط مقاوم للأحماض، وقادر على تحمّل درجات الحرارة العالية.
وعلى الرغم من أن هذا البلاط غير مُدرج على قائمة العقوبات، لكنه يمكن أن يُستخدم في الجدران الداخلية للمنشآت الكيماوية، وقد قدمت المعلومات التي قادت الامم المتحدة لكشف هذه الحاويات، إحدى الدول الاعضاء بالمنظمة التى لم يُسمّها التقرير.
وقد سجلت فواتير هذه الشحنات باسم شركة صينية، وتسلّمتها مؤسسة سورية وصفتها أجهزة استخبارات غربية بأنها واجهة للمركز السورى للدراسات والبحوث العلمية، فيما قالت الصين ردًا على استفسارات محققى الامم المتحدة: إنها لا تعرف اذا كانت هناك صلات بين الشحنة وبين شركات كورية شمالية او أفراد ضمن قائمة العقوبات الأممية.
وتناول التقرير في طياته، شحنات الصمامات ومقاومات الحرارة المقاومة للتآكل والمعروف أنها تستخدم في برامج تصنيع الأسلحة الكيماوية، فضلًا عن زيارات ثلاثة وفود فنية كورية شمالية في 2016 بما في ذلك مجموعتان من خبراء الصواريخ.
وتقول «الواشنطن بوست» في تقريرها «إن الكشف عن هذه المعلومات يأتي في الوقت الذي يغادر فيه جوزيف يون مسؤول ملف كوريا الشمالية في وزارة الخارجية الامريكية؛ ما يعكس تخبطا دبلوماسيا وسياسيا في تعامل ادارة ترامب مع بيونج يانج».
وسوف يترك رحيل يون نقطة ضعف أخرى لدى المختصين بالقضايا الكورية، ولم تعيّن واشنطن سفيرًا لها في سوول رغم مضي 13 شهرًا من تسلم ترامب للحكم بعد ان ألغت إدارته ترشيح فيكتور تشا فجأة سفيرًا في كوريا الجنوبية.