في عام 2009 نزل ملايين من الشعب الايراني وخاصة في طهران، إلى الشوارع، في ثورة شعبية عارمة أُطلق عليها (الثورة الخضراء) انفجرت فيها الأوضاع احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية والتي أوصلت أحمدي نجاد الى فترة حكم ثانية بالتزوير وأحتجاجاً على أوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية تحت
حكم الملالي،،،
استمرت هذة الاحتجاجات لمدة عام تقريباً ورغم حملة واسعة النطاق قامت بها سلطات
الامن والحرس الثوري لاعتقال النشطاء السياسيين والقمع الدموي للمتظاهرين انتظر الشعب الايراني اي بوادر دعم دولي وأممي وخصوصاً من دول الغرب حماة الديموقراطيات بالعالم او من المنظمات الناشطة في مجال حقوق الانسان ولكن تم خذلانهم ومع علم إدارة أوباما بتزوير الانتخابات الرئاسية، فقد دعمت وصول أحمدي نجاد للحكم وساهمت بإخماد انتفاضة شعب خرج طلباً للحرية والخلاص وقد اعترفت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في ادارة باراك أوباما في احدى الرسائل المسربة ووصفت أحمدي نجاد الارهابي بأنه “الأصلح للنظام العالمي الجديد” !
رغم إقرارها في الرسالة نفسها أنه فاز بالتزوير !
هذة الثورة الخضراء في ايران تم اجهاظها بالتخلي عن شعب اعزل للذبح على يد نظام راديكالي ارهابي بعد ان راح ضحيتها أكثر من ( ٢٥٠٠ ) ايراني وايرانية (حسب مواقع اخبارية) تم اخماد ثورتهم بتواطأ غربي وهي ثورة مستحقة لشعب ضاق ذرعاً بحكم قمعي
منذ خمسين عاماً في الوقت الذي يحرض فيه الغرب ويقلب الحقائق في الاعلام ويسخر الامكانيات لما يسمى في اعلامهم (ثورات الربيع العربي) وهي لاتعدو عن كونها مجاميع بشرية بعضهم مؤدلج وبعضهم مرتزق خاين لوطنه
مجاميع واقليات يتم تحريكهم من الخارج واستعمالهم للهدم والتدمير فقط بدون اي نتائج او مكاسب للشعوب او للاوطان ولكن مصلحة الغرب تكمن في ان يتم اشعال
الحرائق هنا واخمادها هناك!!
ومن الغريب ان بعض القنوات الاعلامية الناطقة بلسان عربي تراها تضخم وتهول اي حادث مروري بسيط في السعودية او حريق
في شقة سكنية في مصر او حتى مشاجرة عائلية في البحرين على انه عصيان مدني او احتجاج شعبي! بينما يحل الصمت والسكون
اذا تعلق الموضوع بجرائم وقمع ضد شعب اعزل مثل الشعب الايراني ،، لماذا؟
لان هذة القنوات ومن خلفها شركاء للمشروع الصهيوني بالمنطقة هذا المشروع الذي احتل الارض العربية وتعاون مع العصابات الفارسية والتركية و يكمن دوره في تحقيق مصالح الدول الغربية بابقاء المنطقة تحت رحمة الخوف والتشرذم والوصاية الغربية.
واليوم وأنا اكتب هذة السطور هناك احتجاجات ضخمة في كثير من المدن الايرانية ومنها طهران وهناك فلتان أمني من المحتجين وعجز قوات الامن عن السيطرة على الاوضاع بسبب خروج قطاعات الشعب في بوادر ثورة جديدة (ثورة جياع )بعد ان اهلكتهم الظروف الاقتصادية السيئة في ايران والغلاء الغير طبيعي بالأسعار ،، ولكن لسوء حظ الشعب الايراني ان الادارة الامريكية اليوم في عام ( 2022)
هي نسخة طبق الأصل لإدارة اوباما عام ( 2009 ) وبايدن كان احد اركان القرار في البيت الابيض اثناء الثورة الخضراء فهل يكرر التاريخ مأساة الشعب الايراني او ان(ثورة الجياع ) اصدق من كل الثورات بجميع الوانها خضراءها و حمراءها
و بجميع فصولها ربيعها او خريفها او حتى صيفها ؟
بقلم الكاتب/ مصلح احمد ال صقران الشمراني
محافظة جدة