تعتبر حاسة البصر هي من أهم الحواس التي أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بها، حيث يصعب العيش بدون الرؤية والتمعن في أشكال الأفراد والأشياء من حولنا، ولكن هناك العديد من الأشخاص الذين حرموا من حاسة البصر وأصيبوا بالعمى نتيجة الكثير من الأسباب المختلفة، وعادة الشخص الذي لا يبصر أو يفقد بصره بعد مرور عدة سنوات يكون قد تمكن من معرفة رؤية الأشخاص والأشكال على طبيعتها، ولكن الأشخاص المصابين بالعمى منذ صغرهم وخاصة في الخمسة أعوام الأولى من أعمارهم يصعب عليهم تذكر الكثير من المعلومات عن أشكال الأفراد والأشياء المحيطة.والكثير منا يتساءل هل الشخص المصاب بالعمى يمكنه أن يرى أي شيء في أحلامه مثل أشخاص أو أشكال أو حيوانات، حيث إنه في الحقيقة لا يعرف أشكال هذه الأشياء نظرا لأنه لم يرها من قبل، ولكن أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث التي أقيمت على بعض المكفوفين أنهم بالفعل يحلمون في منامهم ولكنهم يعجزون عن تفسير الأشكال التي حلموا بها حتى إنهم في أحلامهم لا يستطيعون أن يجدوا صورة نهائية للأشخاص والأشياء، ولا يتذكر الأشخاص المحرومين من حاسة البصر أغلب أحلامهم لأنها تكون عبارة عن صور خالية تماما من جميع المؤثرات البصرية، وتكون أغلب أحلام الأشخاص المصابين بالعمى أحلام يغلبها الصوت فقط، لأن الصوت والكلام هو الطريقة الوحيدة التي يتعامل بها الشخص الأعمى مع جميع ممن يعيشون حوله ولذلك يكون الصوت هو الغالب في أحلامهم.ويشوب هذه الأحلام بعض الخيالات التي تعتمد على صوت الشخص الذي يحلم به أو الشيء من خلاله سماعه لصوته باستمرار في الحقيقة، وهذا الأمر الذي يجعل أحلام الأشخاص المكفوفين خالية من المظاهر أو الصور وإنما يمكن تفسيرها بأنها عبارة عن خيالات فقط ومعالم غير واضحة للأشخاص والأماكن والأشياء أيضا.