استبعد مدير مصلحة المياه بمحافظة القطيف م. محمد العباد أن يكون للمياه أي صلة بما ظهر من مادة «سوداء» بساحل بحر سيهات. وقال: ظهور المواد الملونة في ساحل حي الكوثر بسيهات أمر متكرر، فقبل ذلك كان لون المادة «وردية» وتكرر ظهورها بنفس الموقع، مبينا أن المادة خرجت للساحل عن طريق أنابيب تصريف الأمطار التابعة للبلدية، والمياه ليست معنية بذلك، وليس للمياه تواجد في حي الكوثر بسيهات، مشددا على أن أنابيب الصرف في الموقع يبعد كثيرا عن موضع ظهور البقعة السوداء ومن قبلها الوردية، كما تبعد الأنابيب وتتوغل في المياه بمسافة تزيد على 400 متر عن الساحل، وأن ما يظهر من الأنابيب من مياه معالج ثلاثيا وغير ضارة ومطابقة للمواصفات السعودية.
وأضاف العباد: هناك متابعات كانت للأرصاد وحماية البيئة وكذلك البلدية لكشف لغز المادة الوردية آنذاك، لافتا إلى أن المعطيات أشارت إلى أن المادة السابقة ظهرت جراء ضعاف نفوس الذين يقومون بصب المواد الملونة من أحد مخارج تصريف الأمطار.
وأوضح مدير الأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية م. محمد الشهري لـ «اليوم»، أن النتائج لم تظهر بعد، ونأمل ظهورها الأسبوع المقبل وبأسرع وقت لكشف الموضوع وسيكون شفافا للمجتمع والصحافة بشكل واضح، مشيرا إلى أن نتائج تحليل المادة ومكوناتها تعتمد على المختبرات، وأن مهمة التنفيذيين قد انتهت بأخذ العينات وبقي دور المختبرات فهم من يحدد كم يستغرق تحليل العينات لأنهم المعنيون بهذا الموضوع، وسيكون هناك تقصٍ للحقيقة ما إن يكتشف أي أمر ما لا سمح الله. مشيرا إلى أننا نأمل أن لا تكون المادة مضرة أو أي مواد خطرة وسوف يكون لكل حادث حديث.
وقال الشهري: إن الأرصاد باشرت الموقع في حينه، وتم الاتصال بالجهات المعنية مباشرة، وأخذت العينات من الموقع والمياه للتأكد من أن ما كب خالٍ من المواد السامة والضارة، وقد تكون المادة بقايا ومخلفات بعض الأوساخ في الأنابيب وهذا الأمر سيحدد عند ظهور النتائج، مؤكدا أن هناك تنسيقا بين الأرصاد والجهات المعنية بهذا الشأن، إلا أن المؤكد أنه لم تظهر نتائج.
ووجهت «اليوم» لمدير الأرصاد بالشرقية م. الشهري سؤالا حول عدم تحديد المتسبب في هذه المادة «السوداء» كما هو الحال في المادة «الوردية» السابقة رغم تكرار الحادثة عدة مرات، فقال الشهري: إننا نتحدث عن حدث واقع في الوقت الراهن ولا نتحدث عن السابق، حيث إن الحدث وقع الآن والجهات المعنية قائمة بدورها على أكمل وجه للمحافظة على البيئة أينما وجدت في وطننا الغالي، مشيرا إلى أنه متى ما يكتشف شيء سوف تقوم كل جهة بدورها.
وأوضح رئيس بلدية محافظة القطيف م. زياد مغربل أن البلدية تحركت بشكل عاجل للوقوف على أسباب تدفق المياه السوداء في كورنيش سيهات بهدف الحصول على المعلومات الدقيقة بشأن نوعية المصبات المستخدمة في التخلص من المياه الملونة، مؤكدا أن البلدية بالتعاون مع الجهات المختصة حريصة على حماية البيئة والحيلولة دون استخدامها بعض المصبات الموصولة بمياه الخليج في أغراض تضر بالبيئة البحرية، مشددا على أن بلدية القطيف بذلت في الفترة الماضية جهودا في المحافظة على البيئة البحرية والحفاظ على الكائنات التي تعيش بالقرب من تلك الأماكن، وأنها أبدت تعاونا مع بعض الجهات الأهلية في إزالة الكثير من النفايات والأنقاض من الشواطئ، كما تهتم كثيرا بالبيئة البحرية وتحرص على اتخاذ الاجراءات اللازمة لحمايتها من الممارسات الضارة.