قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس: «إنه سيبحث عن شركاء جدد لتعزيز المصالح الأمريكية خلال جولته الخارجية الأولى»، والمقررة للمملكة اليوم وتستمر حتى بعد غد الأحد.
وما يوضح أن الرياض حليف استراتيجي ومهم لواشنطن؛ لما تمثله كمركز للقوى في العالمين العربي والإسلامي؛ والأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط هو زيارة الرئيس الأمريكي لها في أول جولة خارجية له، ما يعني تطلع إدارته لتوضيح أن الولايات المتحدة لا تعتزم السير بمفردها على الساحة الدولية، وهذا ما حمله تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال هربرت ماكماستر بقوله: «إن الرئيس بذل جهدا كبيرا من أجل دعم حلفائنا، وشعار أمريكا أولا، لا يعني أن أمريكا تسير بمفردها».
وأضاف ترامب في كلمة أمام خريجي أكاديمية خفر السواحل الامريكية فى ولاية كونيتيكت: «سأطلب منهم أن يتحدوا من أجل مستقبل يسوده السلام والازدهار لشعوبنا وشعوب العالم».
ومن المقرر ان يزور ترامب اسرائيل، ومنها إلى روما للقاء بابا الفاتيكان فرنسيس، فيما أشار البيت الأبيض إلى أن الجولة الثلاثية تأتي تقديرا للديانات السماوية الكبرى في العالم. كما سيحضر ترامب اجتماعا لقادة حلف شمال الأطلسي «ناتو» فى بروكسل وقمة لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبري فى جزيرة صقلية الإيطالية.
الجولة الأولى
تمثل أول جولة دولية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديا لعودة الولايات المتحدة كقوة أولى عظمى. وبزيارة المملكة يعد ترامب أول رئيس أمريكي خلال عقود لا يقوم بأول جولة خارجية له بزيارة دولة مجاورة مثل كندا أو المكسيك. بدوره يقول روبرت دانين الباحث بمجلس العلاقات الخارجية: «إن الجولة تمثل رسالة في حد ذاتها، ونجاحها يعني أن الرئيس ترامب سيمسك بعجلة القيادة على الساحة العالمية»، فيما توقع مراقبون أن تتصدر القمم الثلاث مباحثات حول الصراعات في اليمن وسوريا، إلى جانب المخاوف بشأن الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووضع استراتيجية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.
وقمة الرياض، التي تنطلق غدا السبت تحت شعار «العزم يجمعنا» وفقا للموقع الرسمي للقمة -تم إطلاقه بأربع لغات هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية- هي أبرز الفعاليات المقررة أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية والاجتماعات، التي سيعقدها مع قادة الدول العربية والإسلامية في قمة تجمع 55 قائدا وممثلا عن دول عربية وإسلامية.
القمة السعودية – الأمريكية
«إن (القمة السعودية الأمريكية) ستكون غدا السبت 20 مايو، وسيتم خلالها عقد سلسلة اجتماعات بين خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب»، وأضاف: إن الملف الأول الذي سيحظى بالقدر الأكبر من الاهتمام هو «مكافحة الإرهاب».
ومن المقرر أن تعقد الأحد 21 مايو، قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج والولايات المتحدة، التي سيعقد فيها قادة المجلس اجتماعا مع الرئيس الأمريكي يناقشون خلالها تهديدات المنطقة.
و يرتقب مشاركة 55 قائدا أو ممثلا عن دول العالم الإسلامي، بالإضافة إلى ترامب.
ومن بين الفعاليات التي ستعقد على هامش الزيارة التاريخية، هو مؤتمر «مغردون 2017»، كما تشهد الزيارة افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف.
وأكد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجار الله، أمس أن القمم التي تحتضنها الرياض السبت والأحد، تأتي في إطار التحالف بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، واصفاً هذه المرحلة بمرحلة «الأمل والتفاؤل الكبيرين».
وكان الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية قد ترأس أمس الأول وفد دولة الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ (143) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، التي عقدت في الرياض بمشاركة وزراء خارجية دول الخليج.
وفي ذات السياق، أوضح سفيرا واشنطن السابقان لدى المملكة وسلطنة عمان، أن زيارة الرئيس ترامب للسعودية مهمة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وفهم التهديد الذي تشكله إيران في المنطقة، وتشكيل رؤية أفضل.
ووصف السفير الأمريكي السابق لدى المملكة، رئيس مركز سياسة الشرق الأوسط بواشنطن فورد فراكير، الزيارة بأنها مهمة جدًا، وقال: «إن قرار ترامب زيارة المملكة في أول جولة خارجية له هو أمر مهم جدًا للعلاقات السعودية الأمريكية»، من جانبه، أبدى السفير الأمريكي السابق لدى سلطنة عمان رئيس مجلس إدارة المركز ريتشارد شيمرير، سعادته بقضاء ثماني سنوات في المملكة، مشيرا إلى مكانة وثقل السعودية ما جعلها محطة لأول زيارة خارجية للرئيس ترامب».