أكد اقتصاديون لـ«اليوم» أن الصفقات النوعية التي أبرمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، والتي تجاوزت 1.5 تريليون ريال، تحول تاريخي واقتصادي وسياسي في المنطقة، مشيرين إلى أن المنطقة ستشهد عهدا جديدا وتحولات عملاقة لمواجهة الإرهاب ودحر المد الشيعي الإيراني، وتعزيز مكانة الرياض كصانع ألعاب رئيسي على الصعيد الدولي وبوصلة الأحداث.
وقال نائب رئيس غرفة جدة زياد البسام: «إن القمم الثلاثة التي شهدتها الرياض بمشاركة 55 دولة، برهنت على قدرة المملكة على تحريك المياه الراكدة في العالم، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، مشيراً إلى أن الحدث التاريخي تجاوز الجوانب السياسية إلى أبعاد اقتصادية دولية، حيث وقعت المملكة وأمريكا اتفاقيات ومذكرات تعاون اقتصادية غير مسبوقة بقيمة 280 مليار دولار، اضافة إلى اتفاقيات أمنية بـ110 مليارات دولار، ووصل اجمالي الصفقات إلى 400 مليار دولار، مما سيساهم في خلق مئات آلاف الوظائف في البلدين بالسنوات المقبلة بالتواكب مع رؤية 2030 التي تضع ضمن أحد مرتكزاتها وجود شراكات عالمية».
وأكد «البسام» أن هذه الصفقات الضخمة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك قدرة الشركات السعودية وكفاءتها على تأسيس مشروعات واستثمارات ضخمة في مختلف المجالات والصناعات وهو ما يؤكد قدرة المستثمر السعودي على النجاح في أي مكان. وفي مقدمتها أمريكا أقوى بلد في العالم، علاوة على أن المشاريع الأخرى التي تعمل سوف تساهم في منظومة الاقتصاد السعودي.
من جهته قال عضو مجلس إدارة غرفة جدة ورجل الأعمال عماد المهيدب: القطاع الخاص في السعودية وأمريكا سيربح بشكل كبير من الاتفاقيات الاقتصادية التي شهدتها قمة البلدين، حيث تم التوقيع على اتفاقية مع شركة جي اي هشام باهكالي لتبادل خطاب نوايا بين وزارة الصحة وشركة جنرال إلكتريك، وكذلك التوقيع على اتفاقية في مجال توليد الطاقة، و3 اتفاقيات تعاون بين الرياض وواشنطن في مجال التعدين، واتفاقية تعاون في المجالات الصحية. علاوة على صفقات في مجال النقل الجوي لشراء طائرات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل شهدت الزيارة اتفاقيات مهمة في مجال الاستثمارات العقارية، وعلاوة على دعم هذه الاتفاقيات لأمن السعودية والخليج في مواجهة التهديدات الإيرانية والإرهاب بالمنطقة، فإنها ستدفع إلى المزيد من الانتعاش الاقتصادي داخلياً وخارجياً، بل سيصل تأثيرها الى الاقتصاد العالمي وستقوده إلى مزيد من الانتعاش.
وأكد أن كلمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد خلالها على أمله في أن تتحول منطقة الشرق الأوسط لأحد مراكز التجارة العالمية دليل على الجانب الاقتصادي المهم في الزيارة، حيث أكد ترامب على أن السعودية شريك تجاري طويل الأجل يوفر فرصاً هائلة للشركات الأمريكية، خاصة فى الوقت الذى تستعد فيه الدولة الشرق أوسطية لمستقبلها بعد عصر البترول.
وشدد عضو لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة والاقتصادي محمد عادل عقيل على البعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لوجود قادة وممثلين عن 55 دولة إسلامية في السعودية، ومشاركتهم في قمة يترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله»، وقال: إن هذه القمة بالذات تحمل رسائل مهمة للعالم الخارجي وفي مقدمتها ايران، وقال: الحدث غير مسبوق كما وصفه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ودليل على أن المملكة تقود المنطقة وهي الأقدر على جمع شملها وترتيب أوضاعها، بدليل قدرتها على جمع هذا العدد من القادة في وقت تاريخي، مشيراً إلى جزئية مهمة في الاتفاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية، وقال: كثيرون يظنون أن هذه الاتفاقيات في اتجاه واحد بمعنى أن الولايات الأمريكية هي التي تنتج والسعودية تستهلك، وهذا مفهوم خاطئ، فإحدى أهم الاتفاقيات التي وقعت تبرهن على مكانة السعودية ودورها على الصعيد العالمي.