كشف مدير عام معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة د. أحمد العمودي لـ«اليوم» عن البدء في استخدام الطاقة الشمسية لانتاج المياه المحلاة انطلاقا من محطة الخفجي بالمنطقة الشرقية وذلك بعد 180 يوما.
ويتولى المعهد الإشراف الكامل على عمليات التشغيل خلال المراحل الأولى للوصول لمثالية التشغيل لتكون باكورة النجاح، وذلك لأن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعى لتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري في إنتاج المياه المحلاة والاعتماد على الطاقة المتجددة في التشغيل.
وأكد د. العمودي سعي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لخفض التكاليف التشغيلية لمحطات التحلية وخفض استخدام المواد الكيميائية في محطات التحلية حفاظا على البيئة وتقليل الكلفة التشغيلية بحيث لا تتأثر عمليات التحلية من ذلك الخفض، مشيرا الى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسابق الزمن لتسجيل العديد من الإنجازات على المستويين المحلى والعالمي ممثلا بمعهد الأبحاث وتقنيات التحلية التابع لها وهذه الإنجازات شملت تقليل الكلفة الرأسمالية والتشغيلية وتقليل استخدام الطاقة وتشييد الإبداعات العلمية على أرض الواقع.
وسخر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كل الإمكانات الفنية والإدارية والمالية لترى هذه الإنجازات النور، وأشار د. العمودي الى أن المعهد بالتعاون مع شركة أزمرك قاما بتطوير جهاز لاسترداد الطاقة في محطات التناضح العكسي. وسيتم تشغيل أول جهاز في محطات جدة في خامس أيام العيد، مبينا أن هذا الإنجاز سيوفر ما قيمته 500 مليون ريال من التكلفة التشغيلية لمحطات التناضح العكسي عند تطبيقه على كافة المحطات التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على أساس سنوي.
ومن أهم أهداف المعهد هذا العام زيادة الطاقة الإنتاجية للمؤسسة بنسبة 10% من الطاقة الإنتاجيه الكلية، وفي هذا الصدد بين د. العمودي أن المعهد استخدم آليات وطرقا تقنية ستساعد على زيادة الطاقة الإنتاجية للمؤسسة بما يقدر بـ 350 الف متر مكعب من المياه المحلاة، وهذه الزيادة تعادل انتاج محطة تكلفتها الرأسمالية أكثر من مليار ونصف المليار ريال.
ويطبق المعهد الهجين الثنائي وذلك بدمج أغشية النانو مع محطات التناضح العكسي لزيادة الإنتاج وتقليل الكلفة، وأشار الى أن هذا الهجين سيتم تطبيقه في محطة أملج مما سيؤدي لزيادة إنتاج المحطة للضعف وتقليل التكلفة التشغيلية بمقدار 40%.
ولم تقتصر إنجازات المعهد على المحطات القائمة إنما يعدها لتطبيق أفكاره وإبداعاته العلمية على أرض الواقع. وهنا تطرق د. العمودي لإنجاز سجل باسم المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة خرج من رحم المعهد، وقال: لقد تم تسجيل سبق عالمي بتشغيل وحدة التبخير متعدد التأثير على درجة حرارة 125 درجة مئوية وهذا الحدث لم يسبق لأحد من قبل فأقصى درجة حرارة تم تشغيل تلك الوحدة عليها عالميا 70 درجة مئوية وهنا سيتم تشييد أول وحدة في مدينة ينبع للعمل على تلك الحرارة وهذا سيزيد إنتاج الوحدة للضعف وسيقلل الكلفة التشغيلية بمقدار 50%.
وأوضح د. العمودي أن الآمال لم تقف عند هذا الحد بل سنقوم بتشغيل هذه الوحدة عند درجات حرارة لم يسبقنا أحد إليها. فالمعهد أدخل حاليا بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك عبدالله عمليات الامتصاص في التحلية وذلك باستحداث الهجين الرباعي وهو دمج أربع تقنيات مختلفة للعمل كمنظومة واحدة. وفي هذا الهجين ستعمل وحدة التبخير متعدد التأثير عند درجات حرارة غير مسبوقة عالميا إذ ستبلغ درجة الحرارة العليا عند 125 درجة مئوية ودرجة الحرارة الخارجة عند 20 درجة مئوية وهذا سبق آخر على المستوى العالمي حيث إن أدنى درجة حرارة تعمل عندها هذه الوحدات هي 40 درجة مئوية وهذا الهجين سيزيد الطاقة الإنتاجية للوحدة للضعفين مما سيؤدي لخفض الكلفة الكلية للإنتاج.