متابعات _
لفت العديد من أصحاب المشاريع الناشئة سواء من الشباب أو الشابات الانتباه إلى معاناتهم من ضعف التسويق وخاصة لدى مشاركتهم في المعارض مما يتسبب في تعثرهم في سداد المستحقات الخاصة بالمشاركة، إذ أشاروا إلى أن حصيلة مبيعات منتجاتهم المتدنية لا تمكنهم من تغطية قيمة إيجارات «الكشكات» بالمعارض بسبب عدم امتلاكهم المهارة الكافية في امتلاك طرق تسويق مبتكرة تجذب المستهلكين وإنما الاعتماد الكلي على الحضور.
وقالت صاحبة مشروع قهوة عربية ندى الغامدي: إن أغلب المشاريع الناشئة تقوم بتسويق منتجاتها عبر المشاركة في المعارض التي تنظم في المنطقة بين حين وآخر والتي يتم التعرف عليها من خلال الحملات الإعلانية التي يطلقها منظمو المعارض، وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الإنستغرام، ولهذا شاركت بمعرضين خلال الفترة الماضية ومازلت أصر على تفعيل مشاركاتي بها بشكل أكبر لأنها تساعدني في عملية التسويق من خلال المختصين بها.
وأضافت: من الطبيعي أن يواجه أي مشروع صغير في البداية صعوبات تسبب له الخسائر، فقد تعرضت لخسائر في الفترة السابقة وصلت نسبتها إلى 15% نتيجة تفاوت أسعار عبوات القهوة التي لا يتجاوز سعرها الـ 45 ريالا علما أنها أقل من الأسعار المعروضة بالسوق ولكن يبقى هدفي الرئيسي حاليا هو نجاح مشروعي وتحويله إلى مقهى (كافيه) على أرض الواقع حتى وإن كانت هناك خسائر.
وأشارت المتخصصة في صناعة المأكولات الشعبية فاطمة النجدي إلى أن المعارض تعتبر من القنوات التسويقية التي تساعد الأسر المنتجة على إبراز ما تصنعه من منتجات سواء كانت حرفية أو مأكولات، ولكن يظل نجاح المشروع معتمدا على صاحبه من خلال طرق التسويق.
وأكدت ان أغلب المعارض لم تدعم أصحاب المشاريع الصغيرة بدليل كثرة الخسائر التي يتعرضون لها جراء ارتفاع قيمة إيجار «الكشكات» والتي تصل إلى 2500 ريال لمدة أربعة أيام في ظل عدم استقرار المبيعات في فترة المعرض، مما يؤدي إلى عدم تغطية سعر الإيجار على الأقل.
وأوضحت النجدي قائلة: إن أغلب المعارض في الدول المجاورة تساهم في دعم مشاريع الأسر المنتجة والشباب من خلال منحهم «كشكات» في فترة المعرض بالمجان أو بسعر رمزي ولمدة شهر كامل خصوصا في شهر رمضان المبارك، مؤكدة أن الأرباح التي يتم جنيها من خلال العمل في المنزل تصل إلى 20% بعكس القنوات الأخرى التي لا يمكن من خلالها البيع بالشكل المطلوب.
من جهتها عزت العاملة بصناعة أطعمة غربية جمانة النجيدي أسباب ارتفاع وانخفاض المبيعات في المعارض إلى حجم إقبال المستهلكين على الشراء من المنتجات المعروضة.
وقالت: شاركت في أكثر من مهرجان وكانت وسائل الدعم من قبل المنظمين جيدة، ولكن كانت المشاركة الأولى أفضل بكثير من المشاركات الحالية بحكم ارتفاع معدل إقبال المستهلكين على الشراء.
وأضافت أن أكثر قيمة نخسرها في المعارض هي قيمة إيجار «الكشك» التي وصلت إلى 6 آلاف ريال خصوصا ونحن في بداية المشروع، موضحة أن الاستثمار في المطعم يحتاج إلى رأس مال وحملة إعلانية تكلف الكثير بعكس العمل في المنزل والتسويق عبر الانستغرام، ولكن المطعم سيتم افتتاحه بعد أن أنجح في التسويق لمنتجاتي.
من جهة أخرى أكد خبراء في التسويق أن أغلبية من المشاركين في المعارض لا يستطيعون استخراج قيمة إيجارات الكشكات بسبب أنهم لا يملكون المهارة الكافية في عمليات التسويق لمنتجاتهم والاعتماد الكلي على الحضور دون عناء البحث عن طرق تسويق مبتكرة تجذب المستهلك.
وأوضح الخبراء أنه يجب على كل صاحب مشروع ناشئ تبني فكرة تسويق مختلفة جدا عن الأفكار المنتشرة في السوق مع تطوير المنتجات وإنشاء علامة تجارية مميزة تجذب المستهلكين لأن المشاريع الحالية غير معروفة وليست بمستوى شركات الأغذية المشهورة عالميا حتى يتم التعامل معها بقوة.