تُعد قباب المسجد النبوي احدى الفنون الفريدة والنادرة في طرازها المعماري والتي تحتوي على العديد من الدلالات الفنية والمعمارية الهندسية والجمالية، وكان لها دور منذ القدم في نقل صدى الصوت لعموم المسجد أو لمساحة كبيرة منه من قبل المبلغين الذين يقع مقرهم في المكبرية منتصف الروضة المطهرة، بسبب تجويفاتها التي كانت تساعد على ذلك.
وقال الباحث والمهتم بتاريخ المدينة المنورة فؤاد المغامسي لـ«اليوم»: «الفن المعماري في بناء المسجد النبوي فريد من نوعه حيث يحوي دلالات منها الكتابات التي كانت مكتوبة على القباب وأغلبها ما زال إلى الآن ويمكن مشاهدتها للداخل من باب السلام على القباب الصف الأول والثاني عشر إلى القبة ما قبل الأخيرة من جهة باب البقيع، ثم يليها من الثالث إلى ثلاث قبب سورة الكهف إلى القبب التي بحد المحراب النبوي ثم تتنوع القباب حيث مكتوب فيها سورة الملك وسورة المنافقون وآية الكرسي، وسورة يس والمدثر، وفي القباب للداخل من باب الرحمة الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة والمعوذتين، ومن ثم تأتي سورة مريم وسورة محمد، وفي القباب التي أعلى باب البقيع إلى باب جبريل سورة الرحمن، وفي القباب للداخل من باب النساء البسملة وسورة الليل ودعاء، وفي القباب التي أعلى دكة الأغوات ودكة شيخ الإسلام مكتوب فيها سورة التغابن، ودعاء وآيات من سورة المائدة، أيضا مكتوب سورة الضحى والانشراح وسورة الإخلاص والدعاء».
إحدى قباب المسجد النبوي (اليوم)
وأضاف: «من الأمور الفنية المعمارية للقباب النوافذ الموجودة على بعض القباب بطريقة فنية معينة فبعضها صغير وبعضها كبير حسب تصميم معين للتحكم بالإضاءة، حيث يصف الرحالة بيرتون منظر المسجد النبوي فيذكر أنه يثير الإعجاب وأن الأنوار التي تنبعث من الزجاج الملون سواء على الجدران أو التي على القباب تعطي منظرا مبهرا. والأبخرة، فالمسجد النبوي كان يضاء في السابق بالشموع التي تخرج منها الأبخرة والهباب فكانت النوافذ تساعد على عمل تيار هوائي بينها وبين أبواب المسجد النبوي والحصوة مما يساعد على عمل تيار هوائي لتلطيف الجو داخل المسجد النبوي كما يساعد على خروج هباب الشموع. والصوت.. في ذلك الوقت لا يوجد مكبرات صوت فالقباب وتجويفاتها تساعد على انتقال صدى الصوت لعموم المسجد أو لمساحة كبيرة منه من قبل المبلغين الذين يقع مقرهم في المكبرية منتصف الروضة المطهرة».