ينتظر أن يبدأ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارة رسمية للمملكة غدا الأربعاء، طبقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وستكون تدخلات إيران في العراق واتخاذها من البلد الشقيق مركز قيادة لتوجيه تهديدات إلى البلدان المجاورة، أولى الموضوعات التي تسعى الرياض إلى مناقشتها مع الحكومة العراقية، نظراً لأن السلوكية الإيرانية العدوانية توسعاتها الإقليمية تهد سلامة المملكة والوطن العربي برمته، على ضوء أن إيران تمكنت من تدمير أربعة بلدان عربية، وتسعى لتوسيع تخريبها إلى بلدان اخرى.
ويتوقع أن يبحث العبادي الوضع على الساحتين العراقية والسورية، وملفي «إيران والإرهاب» في المنطقة بغية الوصول إلى تفاهمات لمواجهة كل التحديات التي تواجه الجانبين، وتعزيز العلاقات الثنائية من خلال إنشاء مجلس تنسيق مشترك وتأمين الحدود بين البلدين بعد انهيار تنظيم داعش الإرهابي في الموصل سوف تتصدر محادثات العبادي».
ويضيف المحللون إن «التوتر الذي تشهده الساحة العراقية نابع من تدخل إيران في تكوين السياسات العسكرية الديناميكية لدى ميليشيات الحشد الشعبي الطائفية التابعة لها، وفي المقابل كذلك، بات الطرف العراقي يتفهم أنّ العمق الاستراتيجي له هو الجغرافيا العربية وما فيها من دول».
وحسب المحللون، فإنّ العراقيين «بدأوا يتفهمون تدخلات إيران المستمرة وغير المسؤولة التي ستقود العراق إلى دمار أكثر من اليوم، وهو ما يجعلهم يقرون بأنّ العودة إلى البيئة العربية هي الخيار الأفضل لهم».
ونسبت الوكالة إلى مصدر سعودي قوله أن «أجواء إيجابية بدأت تسود العلاقات بين البلدين منذ زيارة وزير الخارجية عادل الجبير للعراق في أواخر فبراير الماضي، ولقائه بالعبادي وكبار المسؤولين العراقيين، وأعقبتها زيارة وزير الطاقة خالد الفالح أواخر الشهر الماضي إلى بغداد».
وكان خادم الحرمين الشريفين قد التقى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي على هامش القمة العربية في الأردن أواخر مارس الماضي.
وتعدّ زيارة الجبير الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن على إغلاق سفارة المملكة إثر غزو القوات العراقية للكويت عام 1990؛ وألمح المصدر إلى أن الزيارة قد تتمخض عن إعلان الرياض تعيين سفير جديد لها في بغداد خلفا لسفيرها السابق ثامر السبهان.
ويؤكد المصدر «أن الجانب السعودي سيبلغ نظيره العراقي أن الحرب على الإرهاب، والتصدي لتنظيم داعش من ضمن الأولويات لدى القيادة السعودية».
ويحذّر متابعون للشأن العراقي من أن مسار تحسين العلاقات بين الرياض وبغداد لن يكون ممهّدا في ظلّ وجود شخصيات عراقية ذات نفوذ سياسي ومالي وحتى عسكري أصبحت تتفاخر بعمالتها لإيران وخضوعها للتوجيهات الإيرانية.