فسر مراقبون للشأن اليمني تعرض المخلوع صالح لضغوط وتهديدات من عبدالملك الحوثي شريكه في اختطاف شرعية اليمن، خاصة وأن التوتر بينهما بات يعرفه الداني والقاصي، ولكنه -صالح- خرج بتصريحات تلفزيونية، مغايرة للواقع، نفى فيها تماما وجود أي خلافات بينهما، بل إنه شدد على أنهم هم السلطة.
واعترف المخلوع بأن شراكته مع المتمردين في صنعاء مرت بأزمة ثقة في الفترة الأخيرة، بعد ما خشي الحوثيون من إمكانية الانقلاب عليهم، قبل أن تبدد هذه المخاوف عبر رسائل تطمينية، على حد زعمه.
وفي اللقاء التلفزيوني، الذي أثار الشكوك أكثر حول العلاقة المضطربة بين المخلوع وميليشيا الحوثي، بدا صالح مرتبكا في نفيه تصاعد الخلاف بين حزبه والحوثيين، خاصة أنه لم يرد على سؤال عن التواصل بين الطرفين سوى بالقول: إنه على مستوى منع التوتر.
صدام وقلق
ورغم أن المذيع الذي أجرى الحوار مع المخلوع اليمني كرر سؤاله: «اليمنيون يتخوفون من الصدام، يشعرون بالقلق..؟، لكن شريك الانقلاب على الشرعية جدد رده الواهي بأن كل ذلك من أفعال الطابور الخامس الموجود في صفوف الطرفين.
ثم عاد ليقول: إن مجموعته تساعد فقط الحوثيين الذين يقودون الوضع العسكري والأمني، بل إنه شدد على أنهم هم السلطة.
صالح تراجع أيضاً في اللقاء التلفزيوني عما صرح به في مؤتمر حزبه قبل 10 أيام، وبرر لميليشيا الحوثي عدم صرفها المرتبات وأعرب عن رضاه عن الشراكة في الحكومة الانقلابية.
وظهرت إلى العلن بوادر انشقاق بين صالح والمتمردين قبيل المهرجان بعد ما وصفهم بالميليشيا، بينما اتهمه هؤلاء بـ«الغدر»، والطابور الخامس، كما أفادت تقارير بأن الحوثيين اشتبهوا في أن صالح كان يتفاوض مع دول للانقلاب عليهم.
فيما روى صالح القصة بأسلوب هش ومرتبك، في مقابلة مع قناة «اليمن اليوم» الموالية لحزبه بثت مساء الاثنين الماضي بقوله: إن المتمردين الحوثيين شككوا في أهداف مهرجان الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة صالح والذي نظم في 24 اغسطس.
ضغوط حوثية
ولم يستبعد مراقبون يمنيون أن تكون تفاصيل اللقاء قد أمليت عليه أو أن الضغوط الحوثية دفعته إلى التراجع عن تصريحاته السابقة. وكان مئات آلاف اليمنيين من مناصري المخلوع أحيوا الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض لقوات المخلوع الذي حكم اليمن ثلاثة وثلاثين عاما؛ من عام الوحدة 1990 وحتى فبراير 2012 وهو العام الذي تنازل فيه عن الحكم على خلفية احتجاجات شعبية، وسلم علم الجمهورية والوحدة للرئيس الشرعي الحالي عبدربه منصور هادي.
وبعد يومين من المهرجان الحاشد، قتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية لصالح ومسلحان من المتمردين الحوثيين في اشتباكات غير مسبوقة في العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الطرفين منذ سبتمبر 2014.
لكن صالح زعم في المقابلة أنه كانت هناك مخاوف نستطيع أن نقول أو شكوك، وان هذا المهرجان سيكون عملية انقلابية ضد الحوثي، وهذا ما أخبرونا به قيادة شركائنا، فقلنا لهم: إن المهرجان اعتيادي، وتابع: أبلغونا أن هناك مخططا عند المؤتمر لأن يسيطر على مؤسسات الدولة، وان هناك عملية ضدهم.
وادعى صالح أن الحلف بين الطرفين تخطى أزمة الثقة، مشددا على انه لا توجد أي أزمة على الإطلاق ولا يوجد أي خلاف بين المؤتمر والإخوان الحوثيين على الإطلاق- على حد وصفه.
عمليات ناجحة
تصدت كتيبة المهام الخاصة في الجيش الوطني اليمني بمحور البقع شمالي محافظة صعدة أمس الأول، لمحاولة تسلل الميليشيا الانقلابية وقتلت كافة عناصرهم.
وقال مصدر ميداني في تصريح لموقع سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع اليمنية: إن عدداً من العناصر الانقلابية حاولوا تنفيذ عملية تسلل من اتجاه جبل قعم المحاذي لجبل شعير والقريب من مديرية باقم شمالي صعدة، مفيداً بأنهُ على الفور باشرت كتيبة المهام الخاصة بقصف مدفعي أسفر عن مقتل العناصر المهاجمة كافة.
وفي ذات السياق نفذت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غارات جوية على مواقع للميليشيا كانت تطلق منها قذائف الهاون باتجاه قوات الجيش الوطني في تباب الخشم والتباب السوداء في منطقة باقم.
وعلى الصعيد الإنساني، أظهرت بيانات من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة اليمنية أمس الثلاثاء، أن عدد حالات الإصابة بمرض الكوليرا في اليمن منذ بدء انتشاره في أبريل بلغ 612703 حالات.
وتباطأ معدل انتشار المرض في الشهرين الأخيرين لكن تم الإبلاغ عن رصد نحو ثلاثة آلاف حالة جديدة يوميا في الأيام القليلة الماضية، ولقي 2048 شخصا حتفهم.