قبيل ساعات من زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المقررة إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، شدد رئيس الاستخبارات السابق صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل على أن الزيارة تأتي في وقت مهم، تتصدره محاربة ومكافحة الإرهاب والتطرف، كاشفا في الوقت ذاته عن حقائق حول سحب السفراء من الدوحة، واتفاق الرياض 2013، ورد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله-، على الشيخ تميم أمير قطر الحالي، بقوله: إني لا أصدق أي كلمة منك أريد أن يكون كلامك مكتوبا عبر تعهد خطي.
وقال الأمير تركي الفيصل، في حوار أجرته معه وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن دعم قطر للإرهاب بدأت قصته منذ 1995- 1996 عندما خلف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والده في انقلاب، وذهب والده في رحلة إلى الخارج وحصل حمد على السلطة وأصبح أميرا، وقد بدأت جهوده لتطوير شبكة من الدعم له بين الجماعات المتطرفة في المنطقة، أحدها من تنظيم القاعدة.
شبكة متطرفين
وقال الأمير تركي «إن ما يحدث من قطر ليس بالجديد»، وتابع في حواره مع الوكالة الروسية بالقول «عندما انقلب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والد الأمير الحالي على والده، وجاء إلى السلطة وصار أميرا، بدأ في محاولة لخلق دعم لنفسه من شبكة المتطرفين، إحداها القاعدة، إذا تذكرتم فإن ابن لادن كان في السودان عام 1996، بعد ذلك طلب السودان منه المغادرة، وغادر»، وواصل «السؤال أين توقف قبل مغادرته إلى أفغانستان؟ إلى قطر طبعا، لقد أكدت أجهزة الاستخبارات بالدليل القاطع أنه عندما كان في قطر، أعطي له المال وقالوا له: سوف نواصل دعمك، بعد ذلك توجه إلى أفغانستان والبقية معروفة لدى الجميع».
وتطرق الفيصل إلى رعاية نظام قطر لجبهة النصرة، وقال «أنتم تتذكرون مسألة اختطاف الراهبات في سوريا؟ من كانت الجهة الوسيطة التي يسرت عملية الإفراج عنهن؟ إنها قطر، وذلك بفضل علاقاتها مع جبهة النصرة والجماعات الأخرى هناك»، ولفت إلى أن هذه أمثلة بسيطة تتحدث عن العلاقة بين الدوحة وهذه الجماعات، وأشار إلى أنه في 2012 قالت كل من المملكة والبحرين والإمارات، لقطر، إذا واصلتم من خلال جهودكم عبر وسائل الإعلام في دعم هذه الجماعات وخاصة في البحرين ضد الحكومة، فإننا سوف نسحب سفراءنا من الدوحة، وهذا ما حدث بالفعل.
تنظيم اللقاء
وأضاف الفيصل «حينها تدخل أمير الكويت وتمكن في 2013 من تنظيم لقاء بين تميم أمير قطر الحالي وبين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- لحل هذه المشكلة، وعندما قال تميم للملك عبدالله: نحن لن نفعل شيئا بعد الآن، رد عليه الملك عبدالله قائلا: إني لا أصدق أي كلمة منك أريد أن يكون كلامك مكتوبا عبر تعهد خطي، وأعطى توجيهاته للأمير الراحل سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية (السابق) الذهاب إلى الغرفة المجاورة مع وزير خارجية قطر، وقاما بصياغة اتفاق ليس فقط بين قطر والسعودية، وإنما بين الأولى والبلدان الأخرى، ووقع تميم شخصيا على هذا الاتفاق، وتم تحديد الخطوات التي ينبغي على قطر اتخاذها والحديث لا يدور فقط حول وقف دعم هذه الجماعات، وإنما منع قناة الجزيرة نشر الدعاية ضد هذه البلدان، بالإضافة إلى خطوات أخرى. وهذه الاتفاقية نشرت مؤخرا، وبإمكانكم التحقق من ذلك وقراءتها».