جهود المملكة التي تبناها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نجحت في إقناع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات الاقتصادية عن جمهورية السودان، حيث قرّرت واشنطن رسميًّا، الجمعة، إلغاء الحظر الاقتصادي الذي فرضته قبيل 20 عامًا على الخرطوم، والذي كان الرئيس السابق باراك أوباما قد رفعه بشكل جزئي قبل مغادرته البيت الأبيض.
ورحَّبت الخرطوم، الجمعة، بهذه الخطوة، ورأت فيها «قرارًا إيجابيًّا» من جانب واشنطن.
وفي المقابل، شكر ناشطون ومدوّنون سودانيون، عبر مواقع التواصل، خادم الحرمين الشريفين والمملكة وشعبها على جهودهم البناءة التي انتهت برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، وذلك في «تويتر» عبر هاشتاق «#شكرًا_ سلمان_ الحزم» و«#شكرًا_ المملكة».
وفي يناير الماضي، شكر الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود معبِّرًا عن امتنانه للجهود التي قامت بها المملكة لدعم رفع العقوبات، وذلك في اتصال هاتفي هنَّأ فيه خادم الحرمين الشريفين، الرئيس السوداني، بقرار رفع بعض العقوبات الأمريكية عن السودان.
وأوكل الملك سلمان ملف رفع العقوبات عن السودان لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي تعهَّد بالمضي قُدمًا في الملف حتى رفع العقوبات عن الخرطوم، وهو ما حدث الجمعة.
وقالت وزارة الخارجية السودانية «رحّب السودان قيادة وحكومة وشعبًا بالقرار الإيجابي الذى اتخذه الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة (الجمعة)، والذي قضى برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية بشكل كامل ونهائي».
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت اعتبرت في وقت سابق «أن أفعال حكومة السودان في الأشهر التسعة الأخيرة تظهر أنه يأخذ على محمل الجد التعاون مع الولايات المتحدة».
وفي استكمال لعملية بدأها الرئيس السابق باراك أوباما في نهاية ولايته، رفع الرئيس دونالد ترامب حظرًا تجاريًّا أمريكيًّا وإجراءات عقابية أخرى كانت سببًا في فصل السودان فعليًّا عن معظم النظام المالي العالمي.
ونص القرار على إلغاء الأمرين التنفيذيين رقم (13067) الصادر إبان عهد الرئيس بيل كلينتون في 16 أكتوبر 1997، وآخر صادر بتاريخ 17 أكتوبر 2006 إبان عهد الرئيس جورج بوش بالرقم (13412)، واللذين بموجبهما فرضت عقوبات اقتصادية على السودان، لكن الرفع الجزئي للعقوبات لم يتضمن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وشمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين، واستئناف التبادل التجاري بين البلدين.
ورفعت الولايات المتحدة، الجمعة، عقوبات مفروضة منذ فترة طويلة على السودان قائلة «إن حكومة الخرطوم أحرزت تقدمًا في محاربة الإرهاب وتخفيف المعاناة الإنسانية»، مشيرة إلى أنها حصلت على تعهّد من الحكومة السودانية بعدم السعي لإبرام صفقات أسلحة مع كوريا الشمالية.
لكن مسؤولين أمريكيين كبارًا قالوا «إن السودان سيظل مدرجًا على قائمة الدول الراعية للإرهاب». ونقلت وكالة السودان للأنباء عن محافظ بنك السودان المركزي حازم عبد القادر قوله «رفع الحظر يعني عودة الجهاز المصرفي السوداني للاندماج مرة أخرى في الاقتصاد العالمي، هذا يعني تسهيل المعاملات المصرفية مع العالم الخارجي وتسهيل انسياب وزيادة موارد النقد الأجنبي والاستثمارات الأجنبية بالبلاد، وتخفيض تكلفة التمويل والمعاملات الخارجية».
ونقلت الوكالة أيضًا عن وزير الزراعة والغابات عبداللطيف عجيمي قوله «قرار رفع العقوبات سيُسهم في استقرار سعر الصرف؛ الأمر الذي يجعل الزراعة في تقدّم».