شدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام السوداني على أن الاتهامات الباطلة التي حملها تقرير الأمم المتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية، بشأن انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن هي اتهامات «مسيسة وباطلة»، وفرتها جهات معادية للنيل من المملكة، التي عرفت عبر تاريخها الطويل بحفظها لحقوق الإنسان، مشيرا في تصريح خاص لـ«اليوم» إلى أن علاقات الخرطوم بالرياض تعيش أزهي أوقاتها، في ظل تنسيق متكامل في القضايا السياسية والأمنية، مشددا على أنهم في خندق واحد مع المملكة «موت أو حياة».
وقال أحمد بلال عثمان: «إن الاتهامات الباطلة التي تحاول بعض الدوائر إلصاقها بالتحالف العربي بقيادة السعودية من خلال منبر الأمم المتحدة، بشأن انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن لـ683 طفلا لا تعدو كونها اتهامات مسيسة وباطلة، وفرتها جهات معادية لها اهداف مغرضة تريد من خلالها النيل من السعودية، التي عرفت عبر تاريخها الطويل بحفظها لحقوق الإنسان والجميع يشهد بذلك».
وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء السوداني أن التقرير الذي قدم أخيرا من خلال المنظمة الأممية يفتقر إلى أدني الأسس المهنية، التي تبنى عليها التقارير، مشيرا إلى أن السودان يعرف بمثل هذه الأساليب، وقال: «نحن تعودنا منذ وقت مبكر على مثل هذه الممارسات وقد تضررنا منها لأبعد حد، حيث بلغت أن يستدعى رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير إلى المحكمة الجنائية بتهم لا تقوى على الصمود أمام الحقائق المعاشة على أرض الواقع لأنها تستند على معلومات غير حقيقية».
واضاف بلال: «نتوقع أن يحدث المزيد من مثل هذه الاتهامات للتحالف العربي بقيادة السعودية، وهم دائما يطلقون أرقاما صغيرة ثم تكبر في كل وقت بهدف اتساع دائرة الاتهام»، مبينا أن المعلومات المغرضة وفرتها أطراف تسعى لإلحاق الأذى بدول التحالف بقيادة المملكة، وهي نفس الأحاديث التي كانت تدور حول إقليم دارفور، ولفت إلى «أن الأرقام تبدأ صغيرة ثم تتصاعد حتى تجد الاتهامات مَنْ يوليها الاهتمام، غير أنه في الحالة الراهنة لن يتحقق الهدف الخبيث».
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء السوداني أن الخرطوم شريك إستراتيجي للرياض، ولن نلتفت لمثل هذه الدعاوى التي ينسى أو يتناسى مَنْ صاغها أن قوات التحالف العربي لماذا تقوم أصلا بهذا الدور؟، وهم أيضا يتناسون أن ميليشيا الحوثي وأتباع المخلوع علي عبدالله صالح هم مَنْ خرقوا القانون وقادوا انقلابا على شرعية ودستورية اليمن ما أوصلها إلى حالة «الخراب»، التي هي عليه اليوم، فيما تبذل قوات التحالف جهودا كبيرة لإصلاح هذا الحال، في ظل التزام صارم بالقانون الدولي، مبينا أن الطرف الآخر لو التزم لما كان هناك ضياع في الأرواح.
وفيما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان بعد عشرين عاما، أشاد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام السوداني بدور المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في رفع العقوبات الظالمة عن بلاده التي طبقت في 1997، مثمنا الدور الكبير والجهود، التي بذلت في هذا الشأن حتى تحققت الغاية برفع العقوبات، مؤكدا أنه بعد رفع العقوبات أصبح هناك بعد وعمق آخرين، وقال: أعتقد أن الموقع الإستراتيجي للسعودية ودورها المحوري وكذلك السودان على الطرف الآخر من البحر الأحمر يعطي بعدا آخر لهذه العلاقة الإستراتيجية.
فيما أكد بلال على التطابق الكامل في وجهات النظر يضاف له الاستثمار المشترك وسد الفجوة الغذائية لدول مجلس التعاون الخليجي، وفق مبادرة الملك عبدالله -رحمه الله-، التي تبناها رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير.
وأوضح الوزير السوداني عن اتفاقيات أبرمت بين بلاده والمملكة يتم بموجبها التبادل الإعلامي وتبادل البرامج والتدريب المشترك، مشيرا إلى مباحثات أجريت مع وزارة الإعلام وكذلك تنسيق تم بين وكالة الأنباء السعودية «واس» ونظيرتها السودانية «سونا»، معبرا عن أمنياته في أن تتواصل هذه العلاقات الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين.
يشار إلى أن وزير الثقافة والإعلام د.عواد بن صالح العواد عقد اجتماعاً الخميس في مكتبه بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام السوداني د.أحمد بلال عثمان.
وبحث الاجتماع أوجه التعاون الإعلامي بين البلدين ومناقشة سبل تعزيز التواصل الإعلامي ودعمه لخدمة القضايا العربية والإسلامية، ومواجهة التحديات الراهنة.
وعقب الاجتماع، رفع الوزير السوداني الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- على الجهود التي بذلت لرفع العقوبات عن جمهورية السودان، وقال في تصريح صحفي نقلته «واس»: إن الدور الذي قامت به المملكة يؤسس لعلاقة متينة وتاج على رأس كل سوداني.