منح إقليم كردستان وحكومة العراق أنفسهما مهلة 24 ساعة في محاولة لمعالجة الأزمة بينهما عبر الحوار لتجنب وقوع مواجهة عسكرية بين أربيل وبغداد، فيما يواصلان حشد قوتيهما في مواجهة بعضهما البعض في محافظة كركوك الغنية بالنفط.
وقال مسؤول كردي لوكالة «فرانس برس» طالب عدم الكشف عن هويته: «إن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيجتمع مع نظيره الكردستاني مسعود بارزاني»، موضحا «أن الاجتماع المقرر عقده في محافظة السليمانية، سيكون بمشاركة مسؤولين كبار في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي ينتمي إليه الرئيس معصوم، وآخرين من الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني»، وفقا للمصدر.
وفيما يحاول المسؤولون السياسيون استئناف لغة الحوار، يواصل آلاف المقاتلين الأكراد وآخرون لقوات الحكومة المركزية الانتشار على خطوط مواجهة لبعضهم البعض في محافظة كركوك المتنازع عليها والواقعة شمالي بغداد.
وفي منحى التأجيج العسكري، واصلت ميليشيا الحشد العراقي الطائفي حشد عناصرها في مواقع مواجهة لقوات من البشمركة، التي لم تبرح مواقعها، في حين احتشد مدنيون أكراد في مدينة كركوك حاملين السلاح، فيما حذر محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي أقالته بغداد بعدما أعلن الولاء لسلطات الإقليم، التي أبقته في منصبه، من أن السكان سيساعدون البشمركة، وقال «لن ندع أي قوة تخترق مدينتنا».
وبحسب مسؤول كردي، فإن قوات الإقليم تنتظر أوامر من قياداتها، التي أعلنت الأحد مهلة لمدة 24 ساعة لتغليب لغة الحوار على لغة المدفع، فيما تطالب الحكومة المركزية الإقليم باستعادة المواقع التي سيطر عليها الأكراد خلال أحداث 2014.
في غضون ذلك، قال مسؤول كردي الأحد: «إن قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني وصل إلى إقليم كردستان لإجراء محادثات بشأن الأزمة المتصاعدة بين السلطات الكردية والحكومة العراقية في أعقاب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجرته المنطقة».
وسليماني مصنف كإرهابي من قبل الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في 2011، وهو قائد للعمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، الذي وقّعت عليه أيضا وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات، وصنفته في قائمة الإرهاب السبت، وذلك لتوفيره التدريب والسلاح للميليشيا الطائفية، التي تزعزع استقرار العراق وسوريا بجانب لبنان وأخيرا اليمن.
يأتي هذا مع تصعيد إيراني آخر، ولكن على صعيد المعابر الحدودية، وهو ما أعلنه مدير نقطة برويزخان الحدودية بين الإقليم وإيران أمس، بإغلاقها أمام الحركة التجارية والمسافرين.
يشار إلى أن العراق قدم مذكرة رسمية إلى إيران وتركيا طالبهما فيها بغلق المنافذ الحدودية معها وإيقاف جميع التعاملات التجارية مع كردستان.
وكانت الحركة التجارية في المعبر عادت إلى طبيعتها مؤخرا بعد توقفها لعدة أيام؛ نظرا لمناورات أجرتها القوات الإيرانية على الحدود على خلفية الاستفتاء الذي أجراه الإقليم على الانفصال عن العراق.