تواصل مصر دفع الثمن غاليا في مواجهة جماعات الإرهاب والتطرف، والتي تزايدت خطورتها على نحو غير مسبوق منذ إسقاط نظام تنظيم الإخوان الإرهابي، وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وبعد توجيه ضربات أمنية قوية للجماعات الإرهابية في سيناء بدأ عدد منها في شن هجمات إرهابية في مناطق أخرى مثل حادثة أمس الأول الجمعة، والتي راح ضحيتها 52 شهيدا من ضباط ومجندي الشرطة، فيما أصيب ستة آخرون، في اشتباك بالأسلحة النارية خلال مداهمة مخبأ للإرهابيين بصحراء الواحات في محافظة الجيزة.
وكانت المملكة عبرت عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم، مقدمة العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة المصرية وشعبها الشقيق متمنية للمصابين سرعة الشفاء. ومجدداً وفي الوقت نفسه تعلن المملكة تضامنها ووقوفها إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة ضد الإرهاب والتطرف.
وطالب عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري البرلمان بمناقشة حادث الواحات الإرهابي، ودعم الجيش والشرطة في الحرب ضد الإرهاب، كما شدد في تدوينة على حسابه الشخصي في «تويتر» على ضرورة التحرك القانوني فى مواجهة حكومة قطر الراعي الرسمي للإرهاب والإرهابيين، وإحالة كافة قضايا الإرهاب للمحاكمات العسكرية وإعدام الخونة، مؤكدا أن مصر ستظل عصية على الانكسار، وستسحق أعداءها.
وفي سياق الانتفاض ضد الإرهاب وجماعاته، أوضح وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب اللواء يحيى كدواني أن اللجنة ستبحث مع المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب طرق مواجهة التطرف من خلال الانتهاء من القوانين، محذرا ممن وصفهم بالخلايا النائمة في الجماعات الإرهابية التي تمول من الخارج.
من جانبها، قالت وكيل لجنة حقوق الإنسان بالمجلس، مارجريت عازر: «إن هذه العمليات الإجرامية لن تزيد الشعب المصري والجيش والشرطة إلا عزما وإصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب وتطهير ربوع الوطن من براثنه».
أما سفير النوايا الحسنة للسلام والأمن العالمي د.رضا عفيفي، فقال لـ«اليوم»: إن الإرهاب الأسود لا يريد إلا أن تسيل الدماء وتضطرب الأوطان حتى يحقق أغراضه الدنيئة التي ترفضها كافة الأديان وتستهجنها الفطرة الإنسانية السليمة، وأضاف: «إن رجال الشرطة والجيش يقدمون أرواحهم فداءً للوطن ويضربون أروع الأمثلة في الوطنية والفداء».
وبدوره قال الخبير الأمني، اللواء فاروق المقرحي: «إنه رغم تمويل هذه العناصر الإرهابية من الخارج من أجهزة مخابراتية ودول لا ترغب في استقرار الأوضاع داخل مصر، فإن رجال الجيش والشرطة نجحوا في القضاء على جزء كبير من الإرهاب».
فيما طالب الخبير الأمني فؤاد علام، بمراجعة أسلوب تمركز الكمائن، ووضع خطط التأمين لتفادي تكرار الحادث، مشددا على أن الهجوم يؤكد وجود تنظيم إرهابي منظم يجب اسئصال جذوره.
وكان مسؤول مركز الإعلام الأمنى بالداخلية المصرية أعلن أنه في إطار الجهود المبذولة لتتبع الإرهابيين وتحديد أماكن اختبائهم، وردت معلومات باتخاذ بعض هذه العناصر الإرهابية للمنطقة المتاخمة للكيلو 135 بطريق الواحات بعمق الصحراء مكانًا لاختبائها مساء الجمعة الماضي.
وأشار مسؤول مركز الإعلام الأمني إلى إعداد مأمورية لمداهمة وكر الإرهابيين، وحال اقتراب القوات واستشعار تلك العناصر بوصولها، أطلق الإرهابيون الأعيرة النارية تجاهها، لتبادلها القوات إطلاق النيران، ما أسفر عن استشهاد 52 ضابطا وجنديا، وإصابة ستة آخرون، ومصرع عدد من هذه العناصر الإرهابية.