نظام إيران الذي جعل الدولة تصنف الأولى رعاية للإرهاب، لا يفتأ في التدخل في شؤون الدول والمنطقة، مستغلا أذرعه في عدد من العواصم العربية، وها هي اليمن لا تزال تعاني من ميليشيات عبدالملك الحوثي، وقوات شريكه المخلوع، التي لم تكتف باختطاف شرعية البلاد الدستورية، بل تخطتها في السعي لاستبدال الدولة بالطوائف والجيوش بالميليشيات لبقاء مشروعها الفوضوي وتهديد استقرار المنطقة.
وجدد وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، اتهام إيران بتهديد الاستقرار وتعزيز الفوضى في المنطقة برمتها.
وقال المخلافي، خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الأمريكي، دايفيد ساترفيلد، في الرياض «إن طهران تسعى إلى استبدال الدولة بالطوائف والجيوش بالميليشيات من أجل بقاء مشروعها الفوضوي وتهديد استقرار المنطقة».
وفي الشأن ذاته، كشف تقرير وزارة الداخلية اليمنية قُدم أمس الأول في اجتماع مجلس الوزراء، أحد التدخلات الجديدة لنظام طهران في البلاد.
تهريب إيراني
ووفقا لوكيل الداخلية أحمد مسعود، تحتجز السلطات اليمنية سفينة تهريب إيرانية، وذلك في المياه الإقليمية المحاذية لشواطئ جزيرة سوقطرى، وقال الوكيل في تقريره: «إن التحقيق جارٍ في تفاصيل حمولة السفينة ومصدر تموينها»، فيما أوضح رئيس مجلس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر، من جهته، أن صيادين محليين في جزيرة عبدالكوري القريبة من جزيرة سقطرى ضبطوا سفينة إيرانية، مبينا أنها كانت تقل 19 بحاراً إيرانياً وتم ضبطها في ساحل «حديبو».
في المقابل، أكد وزير الثروة السمكية اليمني، فهد كفاين، أن السفينة الإيرانية تم احتجازها بعد دخولها غرب أرخبيل سقطرى، مشيرا إلى أن السفن الإيرانية دأبت على التوغل في المياه اليمنية بطريقة استفزازية والقيام بعمليات غير مشروعة من بينها الاصطياد غير المرخص.
وفي شأن آخر، طالبت الحكومة اليمنية، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل الحازم والضغط على الانقلابيين بما يكفل حماية الأطفال والحيلولة دون الزج بهم في أتون الحرب والنأي بالعملية التعليمية عن الصراعات السياسية.
وأدان وزير الإعلام اليمني، معمر الارياني، الدعوة التي أطلقها وزير الشباب في حكومة الانقلاب، حسن زيد، بتعطيل العملية التعليمية في المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرة الميليشيا وإرسال الطلاب للقتال في صفوف جماعته.
وقال الارياني: «إن هذه الدعوة تؤكد استمرار الانقلابيين الحوثيين في تجنيد الأطفال واستغلالهم في العمليات القتالية ضد اليمنيين دون اكتراث بأرواحهم والأعراف الدولية، التي تمنع استغلال الأطفال والزج بهم في الصراعات السياسية».
وأضاف: «في الوقت الذي تطالب فيه الشرعية المجتمع الدولي بالضغط على الميليشيات لتسريح الأطفال المجندين في صفوفهم وإعادتهم للمدارس وترك القنابل والبنادق وحمل الأقلام والدفاتر، نفاجأ بإطلاق أحد القيادات الحوثية لهذه الدعوة لتعطيل العملية التعليمية والزج بالأطفال للقتال خدمة للأجندة الإيرانية التوسعية في المنطقة»، مشيراً إلى قيام القيادات الحوثية بإرسال ابنائها للدراسة بالخارج، أو تعيينهم بالوظائف المدنية في العاصمة المختطفة صنعاء وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرتهم.
نهب الميليشيات
وفي منحى آخر، حذرت المؤسسة العامة للاتصالات التي يسيطر عليها الانقلابيون في صنعاء من توقف خدمات الاتصالات خلال أيام نتيجة عملية سطو حسابي نفذتها قيادات حوثية.
وأوضح مسؤول في المؤسسة أن خدمة الاتصالات بما فيها خدمة الهاتف النقال على وشك التوقف القسري عن العمل، نتيجة إيقاف حساب المؤسسة من قبل الميليشيات وذلك بعد رفضها تلبية طلب قيادات حوثية بدفع مبلغ ثمانية مليارات ريال يمني.
وأكد مسؤول في المؤسسة، أن الميليشيات أقدمت قبل أيام على توقيف حساب المؤسسة لدى البنك الزراعي «كاك بنك»، ابتداءً من شهر أكتوبر الحالي، الذي من شأنه إيقاف تسليم رواتب الموظفين وتجميد الميزانية التشغيلية ما يهدد بإيقاف الخدمة نهائياً بما في ذلك خدمة الهاتف النقال.