اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن الوثائق التي كشفت عنها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تكشف عن دور قطري في دعم التطرف والإرهاب.
وقال قرقاش في تغريدة على موقع «تويتر»: إن «أوراق أسامة بن لادن بخط يده تؤكد العديد من الافتراضات، فهو يدعم قناة الجزيرة في تبني الثورات ويعول على القرضاوي في ليبيا ويريد الفوضى للبحرين».
وأضاف الوزير الإماراتي: «كراس ابن لادن بخط يده مهم لمعرفة مواقف التطرف والإرهاب، وتقاطع المواقف مع توجهات الشقيق المرتبك واضح ومقلق، أزمة قطر هي عن التطرف والإرهاب».
الترويج للفوضى
ومن بين الوثائق التي سربتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) كراس من عشرات الصفحات المملوءة بكتابة بخط اليد، يثني فيها ابن لادن على دور قناة الجزيرة القطرية في الترويج لما عرف باسم «ثورات الربيع العربي»، ويريد دورا أكبر في ليبيا للداعية المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي، المصنف على قوائم الإرهابيين في الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، التي تقاطع قطر.
والأربعاء نشرت وكالة الاستخبارات المركزية أكثر من 470 ألف ملف، وجدت في جهاز الكمبيوتر الذي صودر في الثاني من مايو 2011، بعد عملية لقوات خاصة في باكستان أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة سابقا.
وهذه رابع مجموعة من المواد التي أخذت من المجمع الذي كان يعيش به ابن لادن وأسرته، علما بأن الحكومة الأمريكية بدأت نشر هذه الوثائق في مايو 2015.
استهداف المملكة
وكشفت وثائق زعيم القاعدة القتيل أسامة بن لادن أن التنظيم الإرهابي وضع نصب عينيه إحداث الفوضى الشاملة في المملكة، لكن الأجواء لم تكن متهيئة بعد، بحسب ما ورد في تلك المذكرات المهمة.
فقد رأى ابن لادن أن ما يسمى بـ«ثورات الربيع العربي» ستكون طريق تنظيم القاعدة لإسقاط المملكة العربية السعودية، وبقية دول الخليج العربي، بحسب الوثائق.
وقال: إنه إذا نجحت «الثورة» في اليمن فسيكون ذلك «بداية التسخين» في بلاد الحرمين، التي تحتاج شهورا أو أكثر حسب الوضع في اليمن.
وذكر في الصفحة الـ7 من تلك الوثائق أنه إذا «سقطت اليمن، سيكون سقوط دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تحصيل حاصل»، ليكون اليمن حجر الدومينو الأول في نشر الفوضى في السعودية ومنطقة الخليج.
دور «الجزيرة»
واللافت في المذكرات هو الدور الذي يعول فيه زعيم تنظيم القاعدة على قناة الجزيرة القطرية، التي تعمل على هدم جميع الأنظمة، كما جاء في مذكراته.
ويقول في الصفحة 51: إن «(قناة) الجزيرة بفضل الله هي حامل لواء الثورات، وليس فقط انتشارها».
وينصح ابن لادن أن يحرض منظر ومفتي تنظيم الإخوان المقيم في الدوحة يوسف القرضاوي على الثورات، التي تبتغي منها القاعدة الفوضى.
وجاء في الصفحة 51 أيضا أن «القرضاوي إن تكلم يساعد أي واحد يتكلم (يحرض) ويساعد ويزيد ثقة الناس في أن (الثوار) على حق».
وهنا شدد ابن لادن على ضرورة تواصل تنظيمه مع قناة الجزيرة، التي لطالما كانت منبرا حصريا لتصريحاته وأخبار القاعدة، وما انبثق عنها من تنظيمات، وهنا يقول: «لو دخلت القاعدة في حرب مع الجزيرة لكان موقفنا صعبا» من نفس الصفحة الـ51.
استثناء قطر
وتبين الوثائق كيف أن ابن لادن استثنى دولة قطر من «السقوط» والفوضى، التي يجب أن تعم دول المنطقة، قائلا في الصفحة 81 من مذكراته: «سقوط السعودية معناه سقوط دول الخليج بالتتابع، كل دول الخليج لها حركة ما عدا قطر».
وشدد ابن لادن على أن قناة الجزيرة القطرية ستكون أقوى وأفضل حليف إعلامي لتحقيق مخططاته، حيث ورد في الصفحة 180 من تلك الوثائق: «فيما يخص قناة الجزيرة يجب أن تكتبوا لهم فقرة شاملة وافية تسرع في تفسير موقفهم وتحسين العلاقات، خصوصا مع ظروف العشرية القادمة».
ويبدو أن الفوضى قد أرادها الزعيم الإرهابي لكل دول المنطقة، بما في ذلك الأردن والعراق، وهذا ما تؤكده الصفحة 52 من الوثائق: «الأردن سقوطها قبل السعودية، ويزيدها تسخينا العراق.. سيستمر الناس في المظاهرات (خلال) الأوضاع الصعبة».
لكن الهدف الأهم لابن لادن كان هو المملكة مهما طال الوقت بحسب كلامه، «قلت لكم بلاد الحرمين تحتاج إلى شهور..»، وفقا للصفحة 51.
ويبقى ما ورد في مذكرات ابن لادن على خطورته، وفي صفحات بلغ عددها 228، جزءا يسيرا مما كشفته أو تمكنت من كشفه وكالة المخابرات الأمريكية، فهناك الكثير من الأدلة والوثائق التي تثبت أن القاعدة وغيرها من تنظيمات إرهابية خرجت من عباءة تنظيم الإخوان، لتعيث فسادا في الأرض، ولتنشر الفكر الظلامي المتطرف وقوده الدماء والدمار والفوضى.