أكد أمين عام رابطة العالم الإسلامي، د. محمد العيسى، أن الأفكار الإرهابية دخيلة على الدين الاسلامي، وأن رسالة الإسلام جاءت نقية من الشوائب، فكانت مثل غيرها على موعد حتمي وسجال كوني تقتضيه السنة الإلهية في وجود الخير والشر، مبينا أن كل ذلك على امتداد زمني سجله تاريخ الأديان والحضارات والدول تبين من عظته التاريخة بأنه أسوأ نتيجة سوف تحل بالتراجع والحياد السلبي.
وشدد د. العيسى خلال مخاطبته اجتماع تحالف الدول الإسلامية لمحاربة الارهاب امس بالرياض على أهمية المسار الفكري ضمن مهام هذا التحالف، فهو يأتي على التطرف من جذوره، وعلى هذا يكون الرهان الحقيقي في هزيمة الإرهاب ودحره، ولفت إلى أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي أو عسكري، بل على ايديولوجية متطرفة، مستشهدا بالوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي، وأن الإسلام رحب بكل معايير السلام حتى أصبح جزءا رئيسا والسجل العلمي للإرث الإسلامي.
وأشار أمين رابطة العالم الإسلامي إلى أنه بحسب التقديرات الأولية، فقد بلغ عدد الدول التي التحق بها الارهابيون لداعش وحدها 100 دولة وفدوا من مدارس فقهية وعقدية متنوعة، ومن التحق بداعش إرهابيون لم يكونوا من مدرسة واحدة، لا فقها ولا تأسيسا عقديا؛ بل يجمعهم هدف مشترك هو إقامة كيانهم المزعوم، لافتا إلى أن تقديرات نسبة الملتحقين من داعش من أوروبا بلغت وحدها حوالي 50 %، فيما يؤكد التنظيم ان مكان تواجده الحقيقي هو عالمه الافتراضي لا مجرد نطاقه الجغرافي.
وبين العيسى أن للتطرف نظريات متداولة ترتكز عليها غالب مزاعمه، فقد حسر مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة حوالي 800 مادة، سبق للتطرف الإرهابي أن أطلقها عبر آلاف من الرسائل الإلكترونية، ما يعكس مستوى القصور الحاد بالوعي الديني والفكري، كما أن كثيرا منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره، حتى انسحب ذلك سلبا على مفاهيم التعاون والتعايش بل وطال العدالة والكرامة والبر والاحسان المقررة في دين اسلامي لكل انسان، كما واجه التطرف كذلك سنة الخالق في التعدد والاختلاف والتنوع، فأقصى كل مخالف له بأن يكون له وجود او كرامة، وأشار إلى أنها بالواقع حالة تأزم فكرية تتطلب هزيمتها الاخذ بعدة مسارات.