أكد رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في جمهورية السودان الشيخ إسماعيل عثمان الماحي أن التحالف العسكري الاسلامي الذي أعلنت عنه السعودية والمكون من 41 دولة، سيتمدد أكثر في حربه ضد الارهاب، ونشر التطرف، لافتا إلى أن ريادة المملكة وقيادتها للعالم الإسلامي لا يختلف فيها اثنان.

وأوضح الشيخ الماحي خلال حواره لـ(اليوم)؛ أن استقرار أمن المملكة هو استقرار للمنطقة، وأي مساعٍ لزعزعة أمن الحرمين وأمنها فيه إضرار بالإسلام عموما وليس بالمملكة فقط وانما بالسلام والمسلمين عموما.

وبيّن في ثنايا الحوار، أن مشكلة ايران تكمن في منهجها وعقيدتها السياسية؛ التي تحمل صبغة طائفية، لافتا إلى أنها بتصدير هذا الفكر وما يسمى الثورة، فيه سعي لإثارة القلاقل في الدول الإسلامية وفي المنطقة.. فإلى تفاصيل الحوار..

اليوم: حدثنا عن دور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز في استشعاره بآمال وآلام المسلمين في بقاع الأرض؟

الشيخ إسماعيل الماحي: خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ حريص كل الحرص على الإسلام والمسلمين والحفاظ على وحدتهم ويستشعر آمال وآلام المسلمين في كل مكان ويسعى بكل جهد لتحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في عالمنا الإسلامي وتحقيق الأمن والسلم في العالم أجمع، ويجب على جميع الدول الأخرى ان تقف معه؛ لأنه يعيد للمسلمين شأنهم، فنحن اليوم نعاني التفرق، ونرى مركزا مهما يحمل اسمه وهو خاص بالإغاثة والاعمال الانسانية ليقدم العون للشعوب العربية والإسلامية المحتاجة، وهذا يأتي من دعمه السخي والعطاء المستمر لخدمة البشرية والأمتين العربية والإسلامية وجهوده الكبيرة في إلغاء القيود المفروضة المتخذة ضد المصلين في المسجد الاقصى واضحة أمام العيان.

واقع رباني

بعض الاضطرابات السياسية في المنطقة أضحت تؤثر على أمن المملكة؟

المملكة العربية السعودية لا احد ينكر ان لها موقع الريادة في العالم الإسلامي وباختيار من الله اولا.. ولابد ان يكون هناك تواضع من دول أخرى وتقبل بهذا الامر، ما يعني أن قولي ليس فرضا وانما يأتي من واقع شرعي رباني في اختيار مكة، وجعل هذه البلاد تحتضن الحرمين.. هذه كلها أمور يجب ان نقر بها ولا يتنازع فيها عاقلان؛ ومن ثم فاستقرار المملكة هو استقرار للمنطقة وأي مساعٍ لزعزعة أمن الحرمين وأمنها، ليس فيه إضرار بالمملكة فقط؛ انما بالسلام والمسلمين عموما، وريادتها وقيادتها للعالم الإسلامي لا يختلف فيها اثنان والحقيقة ان المملكة تقوم بجهود عظيمة وجهود جبارة ومنظورة ومعروفة.

مشكلة إيران

كيف تقرأون تدخلات إيران في شئون الدول، وكيف ترد على ذلك التمدد سواء في إفريقيا او في بعض الدول العربية؟

إيران مشكلتها تكمن في منهجها وعقيدتها السياسية؛ وهي عقيدة تحمل صبغة الطائفية، وهي بتصديرها هذا الفكر وما يسمى الثورة، نجد فيه سعيا قويا لإثارة القلاقل في الدول الإسلامية وفي المنطقة، وكما ذكرنا من قبل أي زعزعة في المنطقة تؤثر في مناطق أخرى، وايران تسعى لإضعاف الدول الأخرى وتسعى لزعزعة استقرارها؛ وعلى المسلمين ان يعوا هذا الخطر

القدس إسلامية

كيف ترون إعلان سفارة أمريكية في القدس المحتلة؟

أولا كمسلمين نعتبره مخالفا مخالف للأعراف الدولية والقانون الدولي الذي تقر به الأمم المتحدة، ليس لإسرائيل في القدس بهذا الذي تقره أمريكا الآن؛ وما حدث من رد وتصويت ضد هذا القرار كان واسعا جدا، ولكن في تقديري أن القضية الفلسطينية يجب أن نصحح مفاهيمنا حولها؛ فهي قضية المسلمين جميعا.. فهذا المسجد الأقصى، وهو المسجد الثالث التي تشد اليه الرحال، وهو في ديننا وعقيدتنا وشريعتنا له قيمة خاصة، وهو حق للمسلمين، وبالتالي هناك حرب إعلامية وتحويلية لنظرة المسلمين تجاه القضية الفلسطينية على أنها عربية، والصحيح اذا قلنا انها قضية اسلامية فهذا هو الحق والصواب والاصل، التي يقف معها ويدعمها اكثر من 1.6 مليار مسلم؛ واذا قلنا انها قضية عربية قزمناها، ومثلها أكثر من ذلك أن نقول هي قضية فلسطينية، وسينتهي الامر اذا قلنا إنها قضية غزة فقط.. والآن الحروب تدار في العالم بطرق معقدة وفيها نوع من الخبث والدهاء فلابد ان يتعامل المسلمون بوعي مع القضية الفلسطينية، فهي قضية أمة مسلمة، والغرب صنعها للكيد من الإسلام والمسلمين والعرب.

دعم سعودي

تقييمك لردة فعل العالم الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية بعد الإعلان الأمريكي؟

كانت هنالك ردود أفعال عاطفية، ولا شك ان العاطفة لها مكان؛ ولكن هناك قضايا تحتاج الى العقل لنتعامل معها بصورة عقلانية وموضوعية؛ فالدول الإسلامية لها مواقف كما في بعض الدول، رعاية الفلسطينيين رعاية القضية الفلسطينية؛ واعرف أن هناك دولا تقدم جهدا كبيرا جدا، والمملكة العربية السعودية تقدم دعما ومساندة قوية جدا للقضية، وهناك دول تدعم الفلسطينيين سياسيا وإقليميا ودوليا.. هذا كله مهم جدا اذا شعرت القوى المعادية بالقوة ووقوف المسلمين صفا واحدا، هذا ما سيلفت الانتباه، والغرب وامريكا لديهم مصالح معنا ولهم مصالح عندنا، فاذا وجدونا متعاضدين حينها سينتبهون.

أمن الحرمين

كيف تنظرون لإطلاق الميليشيات الحوثية، صواريخ إيرانية الصنع تجاه قبلة المسلمين (مكة المكرمة) وتهديد أمن المملكة والحرمين الشريفين؟

هذا كله مرتبط كما ذكرنا بإيران، فهي تريد زعزعة المنطقة وزراعة السياسة الطائفية بفتنتها بحربها بتدميرها في كل مكان؛ حتى وصلت الى اليمن، وكما هو معروف أن لليمن مكانة خاصة في وجدان المسلمين؛ لذلك نحن نؤيد التحالف العربي بقيادة المملكة ووقوفه مع اليمنيين حتى النهاية.

ردع التطرف

هل سيجتث التحالف الإسلامي العسكري، جذور الإرهاب في كافة البلدان العربية والإسلامية؟

التحالف العسكري الاسلامي الذي أعلنته السعودية؛ والمكون من 41 دولة اسلامية؛ سيتمدد أكثر لمحاربة الارهاب، وسيوقف نشر التطرف، وسوف يردع معتنقي الفكر الارهابي في كافة الدول الاسلامية، وهذا لا شك فيه.

منهج الجماعة

ما دور الجماعة المحوري في السودان؟

جماعة أنصار السنة المحمدية، نشأت منذ اكثر من 100 عام؛ وكانت صغيرة وتوسعت وأنشئت بغرض الدعوة الى الله ولتصحيح العقيدة والعبادة ونشر الفهم السليم للإسلام؛ ودعوة الناس للعمل بهذا الدين على صعيد الفرد وعلى صعيد الجماعة، ومن اجل ذلك ركزنا على تخريج الدُعاة والائمة وبناء المساجد والمشاريع الإسلامية وبناء المعاهد وتخريج الدُعاة، والجماعة ولها اكثر من 2500 نسخة و9 معاهد شرعية وكلية جامعية وقناه تلفزيونية «قناة الاستجابة»، و«إذاعة البصيرة» تغطي جميع انحاء السودان، ومجلة شهرية «الاستجابة»، وموقع الكتروني.. وتنشط الجماعة في العمل الدعوي في كل المرافق من محاضرات في المدارس والجامعات والساحات، وتتميز الجماعة بالحرص على الدعوة بالرفق واللين، والحمد لله الآن الدعوة انتشرت وتوسعت وهناك قبول لمنهج السنة والجماعة وقبول للتوحيد، وتتعاون الجماعة مع الجميع وهي منفتحة، ولها مشاريع خيرية واسعة في العمل الإغاثي الإنساني والإنقاذي والطبي؛ اضافة إلى أن الجماعة تسهم في المصالحات بين القبائل وبين الافراد وتسهم في العمل الاجتماعي.

إسماعيل عثمان الماحي

حاصل على دكتوراة في أصول الدين، وبجانب رئاسته لجماعة أنصار السنة المحمدية في السودان، فهو إمام وخطيب جامع الجماعة، والمشرف العام على المنظمات والجمعيات الخيرية التابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية، علاوة على ذلك، هو عضو بمجلس جامعتي القرآن الكريم، وإفريقيا العالمية، ومجمع الفقه الإسلامي ومجلسي أمناء منظمة التعاون الإسلامي، وأمناء دار مصحف إفريقيا.

أنصار السنة تحذر من التمدد الإيراني

حذَّرت جماعة أنصار السنة المحمدية من مخاطر تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة على المجتمعات والأمة الإسلامية.

وقال الرئيس العام للجماعة، الشيخ د. إسماعيل عثمان محمد الماحي خلال المؤتمر الدعوي الخامس، الذي عقد بالمركز العام بالسجانة، بتشريف سفير خادم الحرمين الشريفين بالسودان، علي بن حسن جعفر، ووزير الإرشاد والأوقاف السوداني: إن السودان يتسم بسمات وفاقية وتواصل فعَّال بين كافه مكوناته؛ ما كان له الأثر الكبير في الرفض الرسمي والشعبي للمنهج السياسي الطائفي الإيراني.

من جهته ثمَّن سفير المملكة، العلاقات الثنائية بين المملكة والسودان، واصفا إياها بأنها تسير بثبات راسخ وتتكئ على مبدأ الأخوة ووشائج الدين والدم.

رئيس جماعة أنصار السنة بالسودان يتحدث للزميل الحجيري (تصوير : فيصل حقوي)