أكدت المملكة أنها تشهد نقلة نوعية نحو التقدمّ والازدهار من خلال التركيز على الإنسان والتنمية، ولفتت إلى أن حماية حقوق الإنسان وتعزيزها هي منهجها الثابت في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
وقال وزير الخارجية، عادل الجبير «تشهد بلادي بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله- نقلة نوعية نحو التقدمّ والازدهار من خلال التركيز على الإنسان والتنمية، وجعل حماية حقوق الإنسان وتعزيزها منهجاً ثابتاً في جميع التدابير المتخذة».
وفي كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته السابعة والثلاثين في جنيف أمس الأول، أكد الجبير، أن مبادئ حقوق الإنسان في المملكة تستند إلى أحكام الشريعة الإسلامية، التي تحمي الإنسان وتحفظ كرامته بصرف النظر عن عرقه أو لونه أو جنسه، لافتا إلى استفادة المملكة من التجارب الإنسانية في تقنين حقوق الانسان وتعزيزها وتطوير آليات حمايتها ومعاقبة منتهكيها.
واشار وزير الخارجية إلى ضرورة التفرقة بين مبادئ حقوق الانسان المتفق عليها دولياً والأمور الخلافية، التي يروج لها البعض ويحاول فرضها، وقال «في هذا الإطار يلزمنا أن نحذر من محاولات فرض قيم غريبة على مجتمعٍ ما، بدعوى أنها من حقوق الانسان». وفي شأن خدمة الحجاج والمعتمرين، قال الجبير «تتشرف المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- بخدمة الحجاج والمعتمرين وتقديم جميع التسهيلات لهم دون تمييز والابتعاد عن أي تسيس».
وشدد وزير الخارجية، على أن رؤية المملكة (2030) جاءت لتكون منهجاً يحدد السياسات العامّة والبرامج والمبادرات وتوظيف إمكانات البلاد في ثلاثة محاور تتلخص في مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
ودعا الجبير في كلمته المجتمع الدولي، متمثلاً في مجلس حقوق الانسان، لحماية حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، كما طالب بوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتجاوزات المرتكبة ضد أقلية الروهينجا.
وتطرق وزير الخارجية لجهود السعودية في محاربة الإرهاب والتطرف، وقال «بذلت المملكة جهوداً واسعة خلال السنوات الماضية لمحاربة التطرف والإرهاب، وليس على الصعيد الوطني فقط، بل على المستويين الإقليمي والدولي، وكان آخر هذه الجهود التبرع بمبلغ 100 مليون يورو لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب في دول الساحل الافريقي». وأضاف «تؤكد المملكة أهمية التصدي لهذه الآفة الخطيرة والتنديد بكل مَنْ يقوم بدعمها مادياً أو معنوياً، سواء أكان الداعمون دولاً أم منظمات أم أفرادا، وبكل مَنْ يتخذ المنصات الإعلامية لدعم هذه الأفكار بحجة حرية الرأي والتعبير».
وأكد الجبير في كلمة المملكة أمام مجلس حقوق الإنسان، موقف السعودية الثابت والراسخ في دعم اليمن ومساندة شعبه وحكومته الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي الإرهابية، التابعة لإيران، التي تعد السبب الرئيس للنزاع في اليمن منذ احتلالها العاصمة صنعاء وما نتج عن ذلك من ازمة إنسانية، وممارستها لأبشع صور الإرهاب وحصار المدن ومنع دخول الغذاء والدواء ونهب القوافل الاغاثية والتجارية، وتجنيد الأطفال واستغلال المدنيين كدروع بشرية.
ولفت وزير الخارجية إلى اطلاق المملكة بمشاركة دول التحالف الداعم لشرعية اليمن، خطة العمليات الانسانية الشاملة هناك، وتقديم مبلغ 1.5 مليار دولار، وقال «وصل اجمالي ما قدمته المملكة من مساعدات إنسانية وتنموية وحكومية لليمن الشقيق إلى أكثر من (10) مليارات دولار»، مشيرا إلى أهمية دور المفوضية السامية لحقوق الانسان في تنفيذ قرار الدعم الفني والتقني للجنة الوطنية اليمنية المستقلة للتحقيق ولاستكمال عملها.