فرغ المخططون العسكريون الأمريكيون من وضع عدة خيارات لتنفيذ رد «عسكري» محتمل ضد نظام بشار الأسد، الذي يستخدم الهجمات الكيماوية ضد الشعب السوري، كان آخرها الهجوم على مدينة دوما، ومن بين الخيارات التي جرى إعدادها شن ضربات صاروخية، مثلما فعلت واشنطن العام الماضي على مطار الشعيرات.وألغى الرئيس الامريكي دونالد ترامب بصورة مفاجئة أمس زيارته الأولى المقررة في وقت لاحق هذا الأسبوع الى أمريكا اللاتينية، من اجل الإشراف على الرد الأمريكي.
مجلس الأمن
يأتي ذلك فيما استخدمت روسيا مساء أمس حق النقض «فيتو»، ضد مشروع القرار الأميركي بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، فيما لم يتم تمرير مشروع القرار الروسي بسبب تصويت بعض الأعضاء ضده، حيث اعترض 7 أعضاء على مشروع القرار الروسي.
وقالت المندوبة الأميركية نيكي هيلي: إنه يوم حزين لاستخدام روسيا «الفيتو» للمرة السادسة بشأن سوريا، مشيرة الى أن روسيا اختارت أن تحمي شخصية بشعة في سوريا. وأضافت: روسيا تعرقل أي تحرك في مجلس الأمن بشأن سوريا.
وقام مجلس الأمن الدولي بالتصويت على مشروعي القرارين الأميركي والروسي حول التحقيق في استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا، وذلك ضمن 3 مشاريع قرارات، أحدهم أميركي والآخر روسي.
المملكة تدعو
من جانبها، دعت المملكة أمس إلى تقديم المسؤولين عن الهجوم الكيماوي إلى العدالة.
صرح وزير الخارجية عادل الجبير للصحفيين في باريس: بأن موقف السعودية هو أنه يجب محاسبة المسؤولين وتقديمهم للعدالة.
وقال الجبير: نبحث مع حلفائنا خطوات الرد على هجوم دوما الكيمياوي.
رد جماعي
وفي وقت سابق أمس، قال مسؤولون أمريكيون: إن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا على الهجوم بالغاز السام، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية لنظام الأسد كأهداف محتملة، حسبما أوردت «رويترز». وتعهد الرئيس دونالد ترامب برد قوي أمس الأول، قائلا: إن القرار سيُتخذ سريعا في أعقاب الهجوم الذي أسقط ما لا يقل عن 60 قتيلا وما يربو على مائة مصاب.
قتلى إيران
وكشفت وسائل إعلام إيرانية أمس أن عدد القتلى العسكريين الإيرانيين بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت مطار التيفور السوري صباح الإثنين بلغ 7 عناصر بينهم مهدي دهقان يزدلي، العقيد في القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني والمتخصص في «الدرون» والطائرات المسيرة. أما القتلى الآخرون فهم سيد عمار موسوي من منتسبي الحرس الثوري بقاعدة الأهواز، وأكبر زوار جنتي من منتسبي الحرس الثوري، ومهدي لطفي نياسر القيادي في ميليشيا الباسيج في قم. كما قتل ملازم بالحرس الثوري بقاعدة «أنصار الرضا» في محافظة خراسان الجنوبية، بالإضافة إلى حامد رضائي من طهران، وحجة الله نوتشمي، من محافظة غلستان، شمال البلاد. وأفادت وكالات أن مهدي لطفي نياسر هو شقيق رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في محافظة قم. وكانت تقارير إعلامية إيرانية سابقة تحدثت عن مقتل أربعة عسكريين في الضربة، بينما من المرجح أن يكون عدد القتلى الآخرين من بين الميليشيا الأفغانية التابعة للحرس الثوري الإيراني حيث سقط 14 قتيلا أثناء الغارات الإسرائيلية على مطار التيفور والقاعدة العسكرية المعروفة باسم التياس التي تقع بين مدينتي حمص وتدمر.
متخصص الدرون
هذا ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن مسؤول بالحرس الثوري أن العقيد مهدي دهقان يزدلي وهو ضابط بوحدة الطائرات غير المسيرة التابعة للقوة الجوية التابعة للحرس الثوري، كان قد أرسل بمهمة إلى سوريا وهو من المحاربين القدامى ومن مقاتلي الحرب الإيرانية – العراقية بالثمانينيات. ورجحت تقارير إعلامية أن إسرائيل استهدفت طائرات إيرانية درون وأجهزة رادار متطورة تابعة للحرس الثوري في مطار التيفور الذي يعد عمليا من أكبر القواعد الجوية الإيرانية في سوريا.
مغادرة دوما
من جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن عشرات الحافلات وصلت إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة أمس، وعلى متنها مقاتلو المعارضة الذين وافقوا على تسليم مدينة دوما قرب دمشق بعدما تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيماوية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها: إن 3600 مسلح وأسرهم غادروا دوما خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأطلق جيش الإسلام سراح عشرات الأسرى بموجب الاتفاق.