صحف ملحية –
أيام الاختبارات؛ يزداد التوتر والقلق لدى الطلاب وأولياء أمورهم على السواء، خاصة في ظل حرص كل أب وأم على تفوق ابنه بالشكل الذي ينبغي لتحصيل أعلى الدرجات، ما يحتمل معه أن ينعكس بالسلب على توجيه أولياء الأمور لأبنائهن قبل الامتحانات نظرا للتخوف الزائد عليهم كطبيعة لدى الوالدين.
ومن جهة أخرى يتساءل كثير من الطلاب عن الأسلوب الصحيح للمذاكرة، وكيف يواجهون قلق الاختبارات؟ وكيف يذاكرون أكبر كم في أقل وقت؟ وما إلى ذلك من أسئلة مهمة قبل بداية الاختبارات.
وهناك بعض الإرشادات من حيث التغذية والحالة النفسية والجسدية يجب أن يتبعها أولياء الأمور مع أبنائهم الطلاب قبل وأثناء الاختبارات، كما أن هناك نصائح خاصة بالممتحنين أنفسهم يجب أن يتبعوها حتى يضمنوا أن يبدءوا اختباراتهم وهم صحيحي العقول والأبدان سنعرضها بالآتي:
أولا: على أولياء أمور الطلاب والطالبات الحرص على الأمور التالية:
– عدم الضغط على أبنائهم وبناتهم أثناء الاختبارات بأي مواضيع جانبية سوى دراستهم وتوفير الجو الهادئ والمناسب لهم ليتمكنوا من المذاكرة والاستيعاب بشكل جيد.
– علِّم ابنك اللجوء إلى الله تعالى بالرخاء والشدة فأداء الواجبات الشرعية في أوقاتها، والبعد عن المحرمات، وقد ورد عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قوله: “تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة”.
– يجب أن ترضى بنتيجة ابنك أياً كانت فإنْ تفوق فبفضل الله ومنته وإن أخفق فبقضاء الله وقدره، وحاول بعد ذلك أن تشجعه على التفوق، دون توبيخ على الإخفاق.
– يوجد بين الناس فروق فردية ولذلك يجب على الآباء عدم مقارنة أبنائهم بعضهم ببعض.
– الحرص على الجوانب الإيجابية عند الابن، والثناء على جهده الدراسي وتقوية عزيمته وتوجيهه نحو عبادة التوكل على الله، ومعناها أن يبذل الأسباب الشرعية والعقلية ويعلق النتائج على الله سبحانه.
– عدم الضغط على الابن أو تحمليه فوق طاقته فإن المُثْبت علمياً أن القلق والتوتر يقودان ابنك للتشتت والنسيان والارتباك، فحاول أن تقلل هذا القلق في نفسك واحرص على تقليله في ابنك وأهل بيتك.
ثانيا: إرشادات ونصائح هامة للطلاب والطالبات:
عزيزي الطالب: انتبه ؛ لم يفت الأوان بعد، انفض عنك الخوف والتوتر والإحساس بالعجز، واستعد هدوءك حتى يمكنك إنقاذ ما يمكن إنقاذه في الوقت البسيط المتبقي، حاول استيعاب النصائح التالية جيدا واتبع ما تجده مناسبا لك منها حتى يتحسن مستواك وترتفع درجاتك في الامتحانات المقبلة. وزِّع الوقت بين مذاكرة المواد المختلفة والصعبة، حاول التركيز على ما تذاكره.
* قبل البدء في الاستذكار اجتنب الأفكار السلبية مثل الخوف والقلق والتفكير في أمور مضت أمر لا يفيد، وركز تفكيرك على حاضرك ومستقبل أيامك معتمداً على الله تعالى.
*وينبغي الاهتمام بالماء والغذاء الجيد, وقد أثبتت الأبحاث أن المخ يفقد الماء أكثر من أي عضو آخر في الجسم، والغذاء الجيد له دور كبير في القدرة على التركيز والاستيعاب.
*اعلم أن الصباح الباكر أفضل الأوقات لمذاكرة المواد التي تحتاج إلى الحفظ، ففي الصباح يكون الذهن في أفضل حالاته، وصدق رسول الله صلى الله علية وسلم عندما قال: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”.
*تهيئة المكان: حيث من المفيد أن يكون المكان هادئاً بعيد عن ضوضاء المنزل، وأن يكون صحيا يتوفر فيه الضوء الكافي والتهوية المناسبة، ولا يكون مساعدا على الاسترخاء كحجرة النوم، أو فوق السرير .
*المذاكرة وتوزيع الوقت خلال أيام المراجعة التي تسبق الاختبارات، قم بتقسيم المادة إلى أقسام، ووزعها على أوقات معينة، جزء في الصباح وآخر في المساء، وهكذا، فمن رام العلم جملة ذهب عنه جملة، والقرآن الكريم نزل منجماً ومفرقاً ومن ميزات تلك الطريقة ذلك سهولة الحفظ والاستيعاب.
*تَعَرَّفْ على طريقة الإجابات النموذجية، وتأكد أنه لا يوجد استعداد أفضل للتفوق من التدريب على الامتحانات في وقت مماثل لوقت الامتحان، ومراجعة إجاباتك بالإجابات النموذجية لكل امتحان.
– أساليب وطرق المذاكرة:
*طريقة الترقيم:
فترقيم عناصر المادة أدعى لاسترجاعها، كما أنه أدعى لترتيب المعلومة في الذهن، ومن ثم سهولة استرجاعها، وقبل ذلك سهولة استيعابها.
*طريقة وضع أسئلة:
قد تمر عليك بين ثنايا الكتاب معلومات من الممكن أن ترد في الاختبار، لذا ضع لها أسئلة جانبية، ولا تنسى كتابة ذلك بالقلم الرصاص، وفي حواشي الكتاب، حتى يكون مرتباً منظماً.
*طريقة التخمين:
ضع بعض التخمينات الذكية للأسئلة، ثم قم بتعديلها على ضوء ما تقرؤه، فالافتراضات تحافظ على تركيزنا عند القراءة، وتجعلنا نشعر بالإثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه أو سمعناه فيما بعد
*طريقة الببغاء:
وهي ترديد المعلومات عدة مرات حتى يتم حفظها، لكن يعيب هذا الأسلوب، أن المعلومات التي تُحفظ وقت القلق والاضطراب النفسي قد تُنسى فلابد من تطوير هذا الأسلوب، واستخدام وسائل أخرى داعمة له مثل الطرق التالية :
*طريقة التخيل:
وهي عملية تكوين صورة عقلية لشيء تمت دراسته ومعرفة بعض تفاصيله.
*طريقة الربط الذهني:
وهي طريقة متفرعة من قوة التخيل، فالمعلومات كثيرة، إن لم تُترابط تنفلت، فلابد من ربطها ببعضها أو بأمور أخرى.
*طريقة استخدام علامات أو دلائل:
إحدى الطرق لتحديد الأفكار التفصيلية الهامة، والتأكد من فرز الأفكار الرئيسية، وهي نوعان بصرية وفعلية ، فالدلائل البصرية مثل الكلمات التي يوجد أسفلها خط أو الكلمات المكتوبة بخط سميك أو الكلمات المكتوبة بخط ملون، بينما الدلائل الفعلية مثل الكلمات التي تربط الجمل ببعضها، وهذه الروابط تساعد في فهم المعاني، وإدراك تتابع الأفكار والعلاقات بين الجمل، مثل عبارات التعداد (أولاً، ثانياً، ثالثاً…) أو عبارات الاستنتاج ( ولذلك، ولهذا، وهكذا…)، أو عبارات الاستدراك (لكن، وبالرغم من، وعلى كل حال..)… وهكذا، بالإضافة إلى الرسومات والأشكال والجداول والخرائط.
وفي الختام، الجد طريق المجد، وليس مجال لليأس في حياة المسلم، والطالب المسلم لا ينبغي أن يكون لديه أي كلمات في قاموس حياته التعليمية ترادف اليأس والكسل، ومزية الطالب المسلم أنه يشعر دائما بالفقر والحاجة لله تعالى ولذا لا تتردد واندفع نحو الاستعانة به سبحانه.
نسأل الله تعالى التوفيق والنجاح لكل أبناء المسلمين.