تمر ُ السنين وتنقضي الأيام وننسى او نتناسى كل ما مرى بنا من ألام وأحزان وكل شيئ يهون إلا فقدان الأب او الأخ او الحبيب فما بالك إذا اجتمع هذا الفقدان في شخصاً واحد .
هذا الإنسان لا تراه الى مبتسماً متفائلًا رغم الأبتلائات الَّتي أُبتلي بها من ولادته ، فكانت إحدى رجليه نموَّها اقل من الأُخرى ، زيادة على ذلك فقدانه المُفاجئ لبناته بسبب الموت .
اذا دخل المجلس يقعد في اقرب مكاناً للباب وبقدرة الله يتحول هذا المكان الى وسطاً للمجلس يحوفونه احبابه ويستمعون إلى أخباره وسواليفه المشبعة بالحكمة والطرافة .
طوال السنين التي قضيتها معه لم اراه الا متفائلاً منشرح الصدر يخفي زعله وألمه ويحسن عتابه ولم يدخل في نوايا الناس بل كان متسامحاً محباً وكأنَّ دليل وعنوان حياته حديث رسول الله صل الله وعليه وسلم إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ،،، .
لا تحتاجه في شيئ إلا تجده كريماً يعطي بسخاء ومن دون منه وفي نهاية العطله الأسبوعية لا تحتار مع من تسامر فمنزله العامر أعتاد تواجدنا دورياً وإذا تأخرنا تجد إتصالاته تنهمر علينا معاتباً وإذا اعتذرنا بسبب أشغالنا حاول إغرائنا من اجل الحضور بأنواع المُرغَّبات .
سماه ابوه سعد نسبة لأمير قبيلتنا فصار اميراً مثّلهِ ولكن لقلوبنا الَّتي لم تستوعب غيابه إلى الآن رغم مرور سنة ونصف والحمد لله على كل حال .
رحمك الله ياسعد بن حوفان ال رفيع الشمراني ، وربط على قلوب محبيك وجمعنا وإياك بنبينا محمد صلّ الله وعليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة .
بقلم الكاتب/ تركي بن علي ال رفيع الشمراني