إنا لله وإنا إليه راجعون
كم ابكى العيون وكم ذرفت من تاثير تلاواته ،
وهاهي القلوب اليوم تذرف احزانها لفراقه..
كان خبر وفاة الشيخ صالح بن سعيد كالصاعقة التي افجعتني كغيري من محبيه وهزت كياني وقلت في بداية الامر لعل الخبر ليس صحيحا ولكن امر الله لا راد له فله الحمد على قضائه،
صالح بن سعيد ، هذا الاسم العلم منذ طفولته شاب نشأ في طاعة الله نحسبه والله حسيبه ولا يزكى على الله احد، جاء الى قرية النجاجير بأدمة شمران في بداية شبابه اذلم يتجاوز عمره أنذاك العشرين عاما وأمّ المصلين بصوته الشجي وقراءته المؤثرة فكان حديث أهل القرية ،
وكانت زوجته حفظها الله ووفقها تعلّم نساء القرية القرآن تلاوة وحفظا صغارا وكبارا ومن اولئك الدارسات والدتي حفظها الله التي حفظت معظم القرآن وكانت بدايتها على يديها وتدعو لها كلما ذكرتها ،إنه البيت المبارك الذي نشأ على طاعة الله .
كنتُ مقيما في جدة حيث مقر عملي وفي احدى الرمضانات اضطررت لقضائه في الديرة لبعض الظروف وكنت مهتما من عدم وجود أئمّةٍ لصلاة التراويح والقيام مؤثرين كما هو في جدة وما ان بدأنا نصلي في جامع قريتنا الا وبذلك الصوت الشجي الذي يشق القلوب جمالا وتأثرا وتاثيرا إنه “صالح بن سعيد ” حيث كان ذلك الشهر من اجمل الرمضانات التي مرّت عليّ لقد ختم القرآن في التراويح والقيام ذلك الشهر حفظا عن ظهر قلب وكانت الكهرباء تنقطع مع تغيرات الجو حيث كنا في فصل الشتاء والبرد والمطر فيظل مستمرا في قراءته دون انقطاع وكان المصلون لا يشعرون بطول القيام لجمال قراءته وروعة تاثيره فكان رمضانا مميزا في حياتي ١٤١٧هجريه
وكان بعد التسليمة الثانية ينصرف بوجهه المشرق الى المصلين ويشرح الايات التي سيتلوها في التسليمتين الثالثة والرابعة وحينما يقرأ الآيات التي قام بتفسيرها في الصلاة يكون وقعها في القلوب ابلغ ، لقد نقل أفراد القرية نقلة إيمانية فائقة بتلاواتة الزكية وخطبه المنبرية ..
في احدى جلساتنا العائلية في احد الاعياد كان يشرح ويفسر سورة النحل وذكر النعم التي انعم الله بها على عباده واذكر من كلامه قوله ان هذه السورة اسماها بعض العلماء سورة النعم ولجمال تفسيره لها اقترح احد الحضور حفظ هذه السورة واستعد آخر بدفع جائزة لمن يحفظها ، فما من مجلس يحضره الشيخ صالح الا وللقرآن له فيه نصيب ولذا ليس بمستغرب ان تكون خاتمته وهو تاليا لكتاب الله فمن كان مع الله كان الله معه .
ان رسائل ابي عاصم الجماعية سلسلة من العلم النافع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرحمة واللين التي امر الله بهما نبيه صلى الله عليه وسلم ( فبما رحمة من الله لنت لهم)
ستظل تبكيك المنابر والمنائر يا ابا عاصم
تبكيك المحاريب
وجهك البشوش
وابتسامتك الناصعة
وسريرتك النقية
وزهدك في الدنيا وزخرفها
وتواضعك الجم
لم تختلف مع احد على أمرٍ دنيوي بل كانت غاياتك اسمى،
فنسأل الله الكريم ان يرزقك الفردوس الاعلى من الجنة وان يرزقك اهلا خيرا من اهلك ودارا خيرا من دارك وان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وان يجمعنا بك اخوانا على سرر متقابلين في جنات النعيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
بقلم الكاتب/عبدالله بن زهير بن غيثان الشمراني
محافظة جدة
غفر الله لك ابا عاصم وجزاك الله خيرا اسعدت الكثير في حياتك وتركت ذكرى طيبه لدى العامه من خلق رفيع وعلم يستفاد به والى اللقاء في جنات النعيم بأذن الله .احسن الله عزائنا جميع وصبرنا على فراقك …….
انالله وإنا إليه راجعون..رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم اهله الصبر والسلوان
لقد اثر مقالك الاكثر من رائع في نفوسنا
وهذا ليس غريبا عن رجل دين وكاتب مثلك
فجزاك الله خير الجزاء ي ابا عبدالحمن
اقول رحمك الله اباعاصم وعوّض امةمحمدصل الله عليه وسلم بمن هوخيرمنه ونفع الامةبماخلّف من علم وألهم اهله وذويه ومحبيه الصبروالسلوان وانزل عليهم السكينة