يمر الإنسان في حياته بعادات فطرعليها ، وكذلك يكتسب بعضاً منها من خلال ممارسته الحياتية ، وعندما تتوغل تلك العادات في فكره فإنها تصبح جزأً من حياته، وقد لا يستطيع التخلص منها بسهولة ، مما يضعه أحياناً في مكان الإحراج وربما يحرج أقاربه أيضاً ، وسوف أتطرَّق في هذا المقال الى بعضاً منها ، فمثلاً تجده يسألك وبدقة عن مستواك الوظيفي والتعليمي وكم مرتبك؟ وأيضاً يسألك عمَّا إذا كنت متزوج أم لا وهل لديك أبناء بالإضافة إلى أسئلته المحرجة في أموراً خاصة ليس هنآك داع للخوض في دهاليز تلك الأمور ، وكل هذه الأسئلة وماشابهها مقرونة بشيء من الدعاء لك بالتوفيق وخاصة اذا كنت رجل أعمال ،والهدف ليس الغرض منه مصلحتك بقدر ما هي عادة نشأت معه أو أكتسبها من خلال مراحله العمرية وفي كلا الحالتين فهو يستطيع أن يتخلص منها قبل أن ينبذه المجتمع ويشتهر بفضوليته المحرجة ، وهدفه من ذلك هو أن يأتي محملاً إلى مجتمعه الخاص بخزعبلات لم ينزَّل الله بها من سلطان وقد تشغله فكرياً وتجعله يعيش في خضمَّ أمور ليس له فيها لا ناقة ولا جمل ، لكنها الفضولية الممقوتة التي أقحمته إلى أخمص أذنيه في شؤون الأخرين، أرجو أن أكن قد وفقت في الإشارة إلى من يتصف بتلك العادات لعله يترفع عن رغبته الجامحة في حب الفضول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الكاتب / علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني (الرياض)