هناك من يقحم نفسه في أمور ليس لديه القدرة المرجعية على الحوار في خفاياها ، كأن يتحدث مثلاً في الأمور الدينية وعندما يتعمق في ثنايا الحديث فإنه يقف حائرًا أمام عدم معرفة الأدلة والقرائن ، مما يسبب له حرجاً أيَّما حرج لإن ثقافته الدينية ضحلة ، لم تؤهله إلى الظهور اللائق أمام من توهم فيه بالقدرة على إجتياز المرحلة ، ويحصل ذلك في الغالب في المجالس الخاصة ، وقس على ذلك الأمور الأخرى ، مثل التطرق الى عالم السياسة والتجارة والمجالات الأخرى ، التي لا يجب أن يتطرق إليها الكيَّس مالم يكن ضالع في خفاياها ، إن من يقع في مكان الإحراج عند الخوض في مثل هذه الأمور ، إنما هو ذاته من وضع نفسه مدعاة لمن يراقب الهفوات أصحاب النقد الجارح من وراء الكواليس ، الذين لاهم لهم سوى التحليل والتشمت ، ويقال إن أحد الحكماء في قديم الزمان تمنى لو كانت رقبته مثل رقبة البعير وحتى يستطيع أن يستجرَّ بالكلمة قبل أن تخرج من فاه ، إن المجالس في وقتنا الحاضر مليئة بالنقاد الصامتون فإذا خرج من مجلسه تناول ذلك المهرج بالنقد الجارح المسئ ، ممايجعل منه سلبياً مهمشاً لا يجد لحديثه مستقبلا مستمع ، لذلك يجب أن يتصف الإنسان بالصمت وأن لايصنف نفسه مثل سقراط الفيلسوف ، حتى ولو غاب عن بعض مجالس النقد، إذ لم يستطع تمالك نفسه عن الإدلاء بثقافته الضحلة هذا والله من وراء القصد
بقلم الكاتب / علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني ( الرياض)