(الجيل الجديد وإمتداد المدن) لاشك إن مدن المملكة العربية السعودية حفظها الله ، قدكبرت وباتت القرى مدن مزدهرة ، وكل ذلك نعمة من نعآئم الله وبفضل توجهات الدولة بترشيد المصروفات المادية مما ساعد في ذلك ، وكذلك تم توطين البادية ،ولم نعد نسمع بأن هناك بيت شعر في مكان نآئ يأوي عائلة تحت ضله ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ، لكن هذا التغيير الحضاري أفرز لنا مجتمعات أختلفت عن مجتمعات الماضي ، وأنا شخصياً عايشت بعضاً من عادات وتقاليد ذلك الماضي التليد ، منها مثلاً الترابط الأسري ، فقد كانت الأسرة بكاملها تسكن تحت سقف منزل واحد وكان هناك صلة يومية بين افراد كل أسرة ، مما خلق في ذلك الوقت قوة ترابط جعلت من تلك الأسر عائشين في بوتقة واحدة ، والكل معايش ظروف الأخر، ممازاد من القوة التفاعلية غير إن لذلك الوضع سلبياته أحياناً لكنه في الغالب رائع ، لماله من مبدأ تعاوني كون المجتمع متلاصق ولا غناء لأحد عن الأخر ، خلاف وقتنا الحاضر والذي أفرزه مثلما ذكرت إتساع المدن وتحضَّر البادية، فقد أضحت الأسرة الواحدة متباعدة المنازل في المدينة الواحدة وكثرة هجرة ساكني القرى والبادية إلى المدن وتشتت المجتمعات عن ذي قبل ، مما خلق جيل شبه متفكك غير مبالي أحياناً في روابطه الأسرية ، اللهم في حالات إستثنائية مثل الوفاة والزواج وزيارات مرضاهم إن وجدت، مماخلق نوعاً من عدم الحماس للإجتماعات مثل ذي قبل ، ولم يعد هناك أي إكتراث بما يحصل لدى جيران الأمس ، إن إضمحلال ذلك الترابط لشيء يدعو الى التساؤل لماذا هذا الصدود وعدم المبالاة ، وأنا أوعز ذلك الى التوسع العمراني وتباعد الناس ذوي المجتمع الواحد سابقاً ، علاوة على مابينهم من تفكك أسري واضح ناتج عن شعور الكل بعدم حاجته إلى الآخر وكذلك وجود جيل جديد لا يعلم ماذا كان بالأمس، الله أسأل أن لا يغير من طباع تلك المجتمعات الفطرية ذات النخوة والفزعة والشعور بما يمر به مجتمعهم الخاص أبان التلاصق في منازل القرى وبيوت الشعر ، تحياتي للجميع وأرجو أكون قد وضعت يدى على ما يعانيه العقلاء بتلك المجتمعات … لكاتب علي بن سعيد بن سعد آل مسفَّر الشمراني آل حارثية ( الرياض )