هاقد اقتربنا لليوم الثلاثين من عبور القوات الروسية الغازية الحدود الى الداخل الاوكراني ومع انتهاء الشهر الأول في عمر هذة الأزمة العالمية والتي قد تقود لحرب عالمية ثالثة ،، ظهر للسطح كثير من الحقائق والمفاجآت اتسم بعضها بالبطىء وبعضها بالسرعة
اما المفاجأة البطيئة فهي وتيرة تقدم القوات الروسية بالاراضي الأوكرانية والذي خرج للعلن
أبطأ مما كان متوقع وهذا بحد ذاته مثّل مفاجأة للمحللين العسكريين وبالأوساط العسكرية وذلك لان روسيا تعتبر دولة عظمى عسكرياً بجانب دولة أوكرانيا الضعيفة نسبياً ،، ودولة روسيا الاتحادية هي الثانية على مستوى العالم من حيث التسليح والعتاد والاولى من حيث امتلاك رؤوس نووية ،، ثم أن آخر حروب الروس كانت في سوريا اعطت انطباع عن قسوة وجبروت هذا الجيش الروسي،، ولكن على العكس أثبتت حربه في اوكرانيا أن القسوة والجبروت هي صفة الذي اتخذ قرار منع السلاح عن السوريين وتركهم فريسة للدب الروسي وان من ضرب الروس على مداخل المدن الاوكرانية وحوّل مدرعاتهم وطائراتهم لصيد سهل ليس
الاوكرانيين بل هي الصواريخ المحمولة ضد الدروع
والصواريخ ضد الطائرات المهربة لهم مثل صاروخ ( ستينغر الامريكي) او (ان لاو البريطاني)
والتي مُنعت واصبحت من المحرمات على الشعب السوري بحجة انها قد تنتقل للارهابيين وقد تشكل خطراً على حركة الطيران المدني!!
وأما المفاجأة التي اتسمت بالسرعة فهي سقوط أقنعة الغرب ونظرياتهم ومثالياتهم عن حقوق الانسان والمساواة،، فقد رأينا كيف ان المباديء تبدلت وبسرعة مذهلة وان المكاييل اختلف بمجرد تغير لون البشرة والدين وأصبحت العبارات الواضحة ضبابية وأصبح ماكانوا يطلقون عليه ارهاب اصبح مقاومة والعنصرية أولوية واغلاق
الافواه حرية ومصادرة الاموال عقوبة مستحقة بلا محاكمة ولاقانون إلا قانون القوة والحيازة
وتم تحوير كثير من المصطلحات لتغطية نفاقهم وقبحهم العنصري.
فمن كان يحرم نصرة اهل فلسطين او سوريا والعراق في مدرجات وملاعب كرة القدم بحجة
فصل الرياضة عن السياسة هو الذي ينادي اليوم ويبيح رفع العلم والقضية الاوكرانية بل يعتبره
واجب انساني في كل محفل رياضي !
ومن كان يسمي المتطوع للجهاد ونصرة المظلوم في بعض الاقاليم الاسلامية ارهابياً ، اصبح اليوم
يسمي كل من يذهب الى اوكرانيا متطوعاً وانسانياً ونبيلاً وهم بالواقع ليسوا الا مرتزقة يتنقلون من ارض
معركة الى اخرى للكسب المادي ويحملون نفس بذور الارهاب الموجودة حول العالم.
ورأينا عنصرية الرجل الاوربي الابيض الذي أنزل ذوي البشرة الملونة من القطار المغادر والهاربين من نار الحرب ليعطي أولوية صعود القطار للنازحين
ذوي البشرة البيضاء !
ورأيناهم على الحدود يستقبلون بني بشرتهم بالورود والغذاء والدواء وبنفس الوقت يغلقون البوابات الحدودية في وجه اللاجئين من بقية الاجناس ويقفون لهم بالسلاح !!
الغرب يفتخر انه حضارة القانون والعدالة ولكن سرعان ماسقط قناعهم القانوني وعدالتهم
أمام أول اختبار في هذة الحرب عندما اتفقوا جميعاً تقودهم امريكا على مصادرة وتجميد أموال وممتلكات رجال الاعمال الروس وبدون اي محاكمة او أمر قضائي وكأنهم فعلوا شريعة الغاب وتنصلوا من قوانينهم الوضعية ، المشرعة
لحمايتهم هم فقط!،،
يحاربون كل ماهو روسي
(المؤسسات ، الشركات، التجار ، الافراد) بدون اي تمييز لماهو مشروع او غير مشروع !!
وليس هناك أسرع من مفاجأة سقوط قناع الحرية من خلال تكميم الافواه على وسائل الاعلام الغربية
ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي باغلاق كل حساب ضد توجههم واصبحوا يستخدمون كلمات التحريض على العنف والقتل وعرض المشاهد القاسية
والمؤلمة لتضخيم حجتهم ولقطع الطريق على اي صوت معتدل او متعاطف مع الرواية الروسية !
بقلم الكاتب/ مصلح احمد ال صقران الشمراني
محافظة جدة