تربط المملكة بباكستان علاقات تاريخية وثيقة تمتد لأكثر من 70 عاماً، لتشمل التعاون في عدة مجالات منها الاقتصادي والعسكري، والثقافي وغيرها.
ومنذ تأسيس باكستان في عام 1947، سعت المملكة وباكستان إلى تطوير علاقات تجارية وثقافية ودينية وسياسية واستراتيجية واسعة النطاق، حيث أكدت باكستان أن علاقتها مع المملكة هي “أهم شراكة ثنائية” في السياسة الخارجية الحالية، وأنها تعمل وتسعى لتطوير علاقات ثنائية أوثق مع المملكة.
وللمملكة مكانة خاصة في قلوب الشعب الباكستاني، وتحظى باحترام وتقدير كبيرين لدى جميع الأوساط السياسية الرسمية والحزبية والإسلامية والشعبية الباكستانية، انطلاقاً من الروابط الإسلامية والأسس المتينة للعلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين على المستويين الثنائي والإسلامي.
وفي السطور التالية نبرز لكم مجالات التعاون بين البلدين:
– مجال الطاقة:
أعلنت شركتا أرامكو وسابك في فبراير 2019 إقامة مصفاة للنفط وصناعة البتروكيماويات بقيمة 10 مليارات دولار في المياه العميقة لميناء جوادر في إقليم بلوشستان، لتسهيل عملية نقل النفط من المملكة إلى الصين ودول آسيا الوسطى.
– مجال التصدير:
خلال عام 2021 بلغت قيمة صادرات المملكة غير النفطية إلى باكستان 4.4 مليار ريال، فيما بلغت قيمة الواردات منها 1.8 مليار ريال، وتعد البتروكيماويات أهم الصادرات إلى باكستان، إذ بلغت قيمتها 3.8 مليار ريال، تليها مواد البناء، فيما تحتل المنتجات الغذائية والمنسوجات النصيب الأكبر من واردات المملكة من باكستان.
– المجال العسكري:
يوجد تعاون كبير مشترك بين المملكة باكستان في المجال العسكري، حيث تُنفذ تمارين عسكرية دورية ومناورات مشتركة، كما يرتبط البلدان بتاريخ طويل ومشرف في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله.
– التبادل التجاري:
بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وباكستان في العام 2021 نحو 4331 مليون دولار، منها 3781 مليون دولار صادرات سعودية، و550 مليون دولار واردات من باكستان، وحقق الميزان التجاري فائضاً لصالح المملكة بقيمة 3231 مليون دولار، ويبلغ عدد المصانع ذات الاستثمار المشترك 13 مصنعاً في عدد من المدن الصناعية بالمملكة.
وأسست شركة سابك وكيلاً محلياً لأعمالها في باكستان منذ العام 1985، ثم أنشأت مكتباً لها في مدينة كراتشي في العام 2013، وتبلغ قيمة مبيعات الشركة السنوية في السوق الباكستانية 650 مليون دولار، وحجم مبيعاتها السنوية من المنتجات البتروكيماوية 687 ألف طن.
– الدعم المادي من المملكة:
قدمت المملكة العام الماضي وديعة بقيمة 3 مليارات دولار للبنك المركزي الباكستاني، و1.2 مليار دولار لتمويل التجارة لدعم ميزان المدفوعات لباكستان، وذلك كجزء من الأدوات المتاحة لتقديم الدعم للتعامل مع آثار جائحة “كورونا” بما في ذلك دعم السيولة من النقد الأجنبي.
وقدم الصندوق السعودي للتنمية 21 قرضاً تنموياً في باكستان، لتمويل تنفيذ 18 مشروعاً في عدة قطاعات، بمبلغ إجمالي قدره 4465 مليون ريال، كما قدم 3 منح بقيمة 1250 مليون ريال، فيما بلغت القيمة الإجمالية لعمليات التمويل والضمان المعتمدة من برنامج الصادرات لباكستان 22179 مليون ريال.
كما نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 147 مشروعاً حتى 31 مارس 2022، بتكلفة إجمالية بلغت 141.4 مليون دولار، منها 35 مشروعاً في الأمن الغذائي، و34 مشروعاً في قطاع الإيواء والمواد غير الغذائية، و29 مشروعاً في الصحة، و18 مشروعاً في التعليم، و13 مشروعاً في المياه والإصحاح البيئي، و8 مشاريع في الأعمال الخيرية، و8 مشاريع في قطاعات متعددة، ومشروعا واحدا في التغذية، ومثله في التعافي المبكر.
واستكمالاً لهذه العلاقات المتميزة أهدت المملكة لجمهورية باكستان الإسلامية في نوفمبر 2021 جامع الملك عبدالعزيز في مدينة مانسيرة، وجامع الملك فهد في مدينة مظفر آباد.