- بداية حدثنا عن رفع العقوبات الأمريكية التي ظلت مفروضة على الخرطوم منذ عام 1997، والدور الذي اضطلعت به السعودية في هذا الشأن؟
- رفع العقوبات يمثل خطوة كبيرة جدا، من الجانب الأمريكي، وهو أمر في غاية الأهمية أن يأتي خلال هذه المرحلة، التي تشهد بلادنا فيها تحولا سياسيا كبيرا.
وكانت المملكة قد بشرت السودان خلال الفترة الماضية بقرب صدور القرار الأمريكي برفع العقوبات، وقد بذل الملك سلمان، وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، جهودا كبيرة في سبيل رفع العقوبات عن الخرطوم، حتى تحققت هذه الغاية أخيرا.
وقامت رئاسة الجمهورية السودانية ووزارة الخارجية وجميع الأجهزة المختصة ببذل جهود كبيرة واجراء لقاءات معلنة وأخرى غير معلنة مع الجانب الأمريكي، ونأمل ان تتواصل هذه الجهود بغية رفع كامل للعقوبات الظالمة، وازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ونثمن توجيهات الملك سلمان لولي ولي العهد ببذل كل ما من شأنه تعزيز العلاقات مع الخرطوم، وهي بلا شك تجسد اهتمام القيادة السعودية بالسودان.
- المتابع للشأن السياسي، يلحظ تطور متسارع في علاقات الرياض والخرطوم.. حدثنا عن المستوى الذي بلغته هذه العلاقات؟
*العلاقات، شهدت نقلة نوعية كبيرة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس عمر البشير، وهي تسير للأمام بصورة متسارعة، وفق تنسيق متواصل، وبخلاف وصف هذه العلاقات بأنها أزلية، فهي تمضي نحو الاستراتيجية في مختلف المجالات، وهناك تشاور وتنسيق متواصل، سياسيا وأمنيا في ظل ارادة قوية في البلدين، حيث صدرت توجيهات الملك سلمان، والبشير لجميع الاجهزة، للمضي قدما بهذه العلاقات الى أقصى آفاق التعاون المشترك.
- ماذا عن مشاركة السودان في التحالف العربي، وقطع علاقاته مع إيران؟
- لقد تبين أن ايران لها تدخلات ضارة بالسودان والمنطقة بأكملها، لذلك اتخذت هذه الخطوة، التي نحسبها جاءت في وقتها تماما. فاستمرار العلاقات مع ايران لن يخدم السودان، بل يلحق به اضرارا كبيرة، لذلك سارعت السلطات المختصة بإغلاق المراكز الثقافية الايرانية. والسودان حاليا يشارك بفاعلية في خندق واحد مع المملكة ضمن التحالف العربي، دعما لشرعية اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبيننا تفاهمات كبيرة.
وبالنسبة لنا تمثل المملكة خطا أحمر، وهذا شعور كل سوداني، فالسعودية التي تحتضن السودانيين منذ سنوات طويلة ولا تزال، علاقاتنا بها ازلية، ويجمعنا الدين واللغة والتاريخ والهدف الواحد، ونلحظ محبة متبادلة بين السعوديين والسودانيين، وايضا من قبل المسؤولين واصحاب العمل، في أي مكان نجد اشادة بأخلاق السودانيين، وهذا يثلج الصدر ولله الحمد.
- حدثنا عن التحول السياسي المرتقب في السودان؟
- سيشهد السودان خلال الأيام المقبلة اعلان تشكيل أول حكومة وفاق وطني، تجمع ألوان الطيف السياسي بالبلاد، وهي نتاج طبيعي لمخرجات الحوار الوطني الذي جرى في السودان (أكتوبر الماضي)، بمشاركة عريضة من القوى السياسية، كما سيستحدث ولأول مرة منذ أكثر من ربع قرن منصب رئيس للوزراء، ويعول اهل السودان كثيرا على هذا التحول السياسي.
- ما حجم الاستثمارات السعودية في السودان.. وإلى أي مدى تم تذليل بعض العقبات؟
- هناك رغبة سودانية اكيدة، لاستقبال استثمارات سعودية ضخمة، والتي تصاعدت في ظل هذه الاجواء، وهي تنبع من منطلق مشروع الأمن الغذائي الذي طرحه الملك عبدالله -رحمه الله-، ورؤية المملكة (2030) التي تفرد حيزا ممتازا للأمن الغذائي وتلتقي مع توجهات السودان، واتخذت عدة خطوات لاستقبال الاستثمارات السعودية التي بلغت 11 مليار دولار، ولأجل ذلك اتخذت خطوات دستورية وقانونية وتنفيذية بتسمية مسؤول سوداني رفيع ممثل بوزير الدولة للاستثمار أسامة فيصل كمسؤول مباشر عن كل الاستثمارات السعودية بالسودان، وفي الآونة الاخيرة اتخذت المملكة من جانبها خطوة مهمة جدا بافتتاح قسم بالسفارة للاستثمار لتنظيم استقبال المستثمرين، وقبل اسبوعين شهدت الخرطوم عقد مجلس رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين والسودانيين برئاسة رجال الأعمال حسين سعيد بحري، ورئاسة رئيس اتحاد أصحاب العمل سعود مأمون البرير.
- في ظل تسارع الاستثمارات.. كيف تنظرون الى آفاق المستقبل؟
- هناك 56 شركة واسم تجاري يعمل في السودان خاصة في مجال الزراعة، منها المراعي، الصافي ونادك، تبوك والقحطاني، الراجحي الزراعية، وهناك مشروع ضخم تم الاتفاق حوله، ونحن بصدد اكمال اجراءاته القانونية لبدء خطوات تنفيذية خلال العام 2017م، وهو مشروع (سدي عطبرة وستيت)، لتصل استثمارات المملكة لأهم رقعة من مساحة دولة تقدر بمليون فدان، وكان لي لقاء مع وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبدالرحمن الفضلي، قبل شهرين لترتيبات بدء المشروع.
- حزمة من القرارات التي اتخذتها المملكة أخيرا بتحصيل رسوم على الوافدين.. كيف تنظرون لأوضاع السودانيين في السعودية؟
- السودان يرحب بأبنائه، وليس له حجر ان يذهب أي شخص الى أي مكان.. وفي ظل هذه القرارات السيادية (للبلد المضيف) كل شخص يتخذ ما يراه مناسبا بالبقاء، او العودة الى السودان.
- كم يبلغ عدد السودانيين في المملكة؟
- الارقام التي تحصلنا عليها للمقيمين قانونيا أكثر من 850 ألف نسمة، فيما تتواصل الجهود لإجراء احصاء دقيق، وتفصيلي.
- الاعفاءات الجمركية للعائدين، ماذا عنها لمن يرغب في العودة الى الوطن؟
*هناك أجهزة مختصة تتولى هذه الملفات وتقرر فيها بصورة مركزية، وما نفعله نحن ربط المواطنين وتنظيماتهم المختلفة بهذه الجهات، وفي الآونة الاخيرة استقبلنا وزراء ومسؤولين وعقدنا ندوات، وخلال الفترة المقبلة ستزور المملكة قيادة جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج، وكلها تصب لصالح المغترب، ومصلحة السودان.
- ملف التعليم مر بمطبات كثيرة في المملكة ووصل حد إغلاق مدارس لعدم قانونيتها؟
- المدارس السعودية متاحة للسودانيين، والمدارس السودانية تخضع لأنظمة البلد، والمملكة تستند على موجهات جامعة الدول العربية، بمنع أي مسار تعليمي عربي داخل بلد عربي، ومع ذلك نسعى لإيجاد بعض الحلول، وقد قابلت وزير التعليم ووكيل التعليم لايجاد حلول، وقريبا سنستقبل وفدا لمختصين وخبراء، ووفدا آخر بقيادة وزير التعليم لبحثها، ومعالجتها.
- ماذا تم خلال اجتماعك مع وزير الصحة السعودي د. توفيق الربيعة؟
- توجد اتفاقية بين السودان والمملكة، وعملنا على تنشيطها بالتعاون في المجال الصحي، وخطوات استقدام الاطباء السودانيين هو طلب نفخر به، كما أن الربيعة اشاد بمستوى الطبيب السوداني، وسيتواصل الاستقدام بما لا يضر بالحقل الطبي السوداني.
*كم يبلغ عدد الأطباء السودانيين الذين يعملون بالسعودية؟
- هناك (8500) طبيب يعملون في المستشفيات الحكومية، فيما أوضحت بعض المؤشرات أن نحو 20 ألف طبيب سوداني يعملون في جميع مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة.
- ماذا تم خلال لقاء وزير النقل والطرق والجسور مكاوي محمد عوض، ونظيره وزير النقل سليمان الحمدان؟
*هناك اتفاقيات في مجالات النقل، بين البلدين، وتأتي هذه الزيارة في اطار تفعيل هذه الاتفاقيات، بخاصة في قطاع الطيران، والنقل العام، وسوف تصل الى الرياض خلال الأيام المقبلة وفود سودانية لتفعيلها.
السفير السوداني يتحدث للمحرر (اليوم)
المصدر :
حوار – مصطفى محكر