في الوقت الذي تغنى الشعراء بجمال العين مثل:
– جرير:
إن العيون التي في طرفها حور ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
– ابن سناء الملك:
ما لحظ عينيك إلا شارب ثمل ** وكسرة الجفن إلا عين سكرته
– قيس بن الملوح:
ومما شجاني أنها يوم ودعت ** تولت وماء العين في العين حائر
– علي التهامي:
توق عيون الغانيات فإنها ** سيوف وأشفار الجفون شفارها
– جميل بثينة:
لها مقلة كحلاء، نجلاء خلقة ** كأن أباها الظبي وأمها المها
– ظافر الحداد:
فحذار من تلك اللواحظ غرة ** فالسحر بين جفونها مركوز
– ابن الرومي:
ومما دهتني دون عيني عينها ** لكن غب النظرتين وخيم
– أبو الطيب المتنبي:
أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب ** وردوا رقادي فهو لحظ الحبائب
“””””
وفي الطرف الاخر هناك من وصف العين بالشر؛ وربط بينها وبين وقوع الضرر، ويغالي بقدرتها على التسبب بالإصابات أو جلب الحظ السيئ للشخص الموجهة إليه وينسى ان المعوذات تحصين منها والله خير حافظ؛ كما يراها البعض قوة تصدر من أشخاص معينين تؤدي لإصابة آخرين بضرر،
وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين :
هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟ .
فأجاب بقوله :
رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحسّاً ، قال الله – تعالى – : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم القلم / 51 ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها : أي يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا ” رواه مسلم ،
وذكر العلماء انه يجب على المسلم أن يحصن نفسه من من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه ، والتعوذات النبوية وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ، ومن التعوذات : ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ” و ” أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ” ، وقوله تعالى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
ولكن ما يثير التساؤل هو الغلو والحالة المرضية التي يصاب بها البعض واحيانا التخفي والاخطر عدم البحث في اسباب اخرى فالعين اجابه جاهزه لديه؛ لكل تعثر
وللخوف المغالى فيه تاثير سلبي على العلاقات الانسانية؛ وجوده الحياة والجرأة على الكذب؛ والتشكي واظهار الفقر والحرمان؛ وقطع الرحم واتهام اشخاص والصاق طاقة الشر في عيونهم مما يسبب في نفور الناس منهم.
وتدفع البعض للتوقف عن قول جميل او مجامله لكي لا يربط بين كلامه والعين.
والعين حقيقة والتحصين بالمعوذات وهي تحصين للمسلم من العين وغيرها مثل السحر الذي ذكر الله عنه اعظم اية وابلغ تطمين وردت في سورة البقرة:
وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ … (102)
بقلم الاستاذ الدكتور / محمد بن ناصر البيشي
معهــــد الادارة العامـــــة