يُسابق الزمن. لا ينام. ولا يبرح. ولا يستريح. ولا يهدأ. وهذا سؤال كبير. متى يأخذ قسطاً من الراحة. متى يرى أبناءه. متى لا يعمل. ومتى لا يجتهد. هذه أسئلة بداخل كل مُحبيه. وهم لا يُعدون، ولا يُحصون.
البارحة انتشر مقطع مصور له، بأحد مطاعم في أقصى شمال المملكة، تسابق عليه الجميع لمصافحته، والتقاط الصور التذكارية معه. هرولت شابة سعودية ليلتها، ولم يستطع إلا أن يقابلها بكل رحابة روح، ليست روح الحاكم؛ إنما روح المحب، الذي أعطى كل شيء لأبناء دولته، وبادلوه ذات الأمر.
هذا المساء، كان الرجل في حلبة الدرعية التاريخية (وهي العاصمة الذهبية الأولى للمملكة العربية السعودية)، لمشاهدة سباق “فورمولا إي النهائي”، أطل بأناقته المعهودة. بلا تكلف. لوّح بيده لمن يحبوه، والتفت لوزير الرياضة، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي قال عنه ذات يوم “أنه يملك الشغف” الذي يخوله ليتبوأ منصبه. بعيداً عن كونه ابن عمه.
عُزف السلام الملكي، وكان الحضور يُرددون في دواخلهم، قولاً واحداً. نحمد الله على نعمتك. شارك في السباق بعدها 22 متسابقاً من 11 فريقاً، كل واحد منهم جاء من بلاده، يحمل عديداً من علامات الاستفهام. والسؤال ما هذي الدولة؟.
والجواب كان بحضور الرجل الأهم، ومصافحته الناس، والحضور، والسحاب. وسماء العاصمة الأهم في الشرق الأوسط. فلإطلالته كثير من الوقع على الأنفس. أيقن الجميع أنه غيرُ عادي، في دولةٍ ليست أي دولة. إنها الأطهر في الأرض.
وهذا يصدر من حزمة عوامل، كاهتمامه بالطاقة النظيفة، ومواكبة المستقبل نحو بيئةٍ مستدامة، إذ اعتمدت حلبة السباق على وقع إضاءة بتقنية LED، معدة لخفض استهلاك الطاقة بنسبةٍ تصل إلى 50%.
إن حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي أخذ وصفه في هذه السطور أكثر من اسمه، له الكثير من واقع مساحة قلوب السعوديين، وهو من صارع عقارب الساعة، لخلق بيئة نقية في بلاده، يمكنها أن تستوعب التجمعات العالمية، سواء كانت رياضية أو في مجالات مختلفة.
كيف لا، وهو عرّاب التحوّل، وهو المؤمن بجودة حياة الإنسان. لأنه إنسان. أحب الناس، وأحبته الأرض ومن عليها؛ فمن خلال استيعاب كل ما سبق، يمكن فهم وصفه بـ”حبيب الشعب”.. وهو كذلك. وربما أكثر.