مَولَايَ جِئْتُكَ لَا دُنيايَ مُغْنِيةٌ
عَنِّي وَلَستُ عَلَى مَا فَاتَ مُبْتَئِـسا
أَتَيْتُ ضَاقَتْ بِيَ الدُّنْيَا وأَرَّقَنِي
شَكٌ يُمَزِّقُ قّلبِي كُلَّمَا هَجَسا
طَوَّفتُ فِي مَلَكُوتِ العَقْلِ أَسْأَلُه
وَكُلَّمَا خِلْتُنِي قَوَّمْتُهُ انْتَكَسا
حَاوَرتُ فَلْسَفَةَ الإِغْرِيقِ مُقْتَفِياً
خُطَى أَرِسْطُو وِمِنْ سُقرَاطَ مُلتَمِسا
جَعَلتُ عَقْلِيْ سَبِيْلاً لِلْوُصُوْلِ فَمَا
أَغْنَى عَنِ الْحَقِّ لَكِنْ ضَاقَ وَاحتَبَسا
العَقْلُ لَيْسَ دَلِيْلاً صَالِحاً لِهُدَى
إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ كِتابِ اللهِ مُقْتَبِسا
والحَقُّ نُورٌ يَسِيرُ العَارِفُونَ لَهُ
وَإِنْ تنَكَّبَ عَنْهُ عَالَمٌ بَؤُسا
تَمَسَّحُوا بِمُسُوحِ الدِّينِ تَعمِيةً
وَحَرَّفُوهُ إِلَى أَنْ قَوَّضُوا الأُسُسا
يُصَنِّمُونَ وَإِنْ لَمْ يَعبُدُوا صَنَماً
وَيَلْهَجُونَ بَأَربَابٍ صَبَاحَ مَسا
…
يارَبِّ أَرسَلْتَ نُوراً نَسْتَضِيءُ بِهِ
وَهَادِياً نَجْتَلِي مِنْ هَديِهِ قَبَسا
أَرْسَلْتَ طَهَ فَبَانَ النَّهْجُ مُؤْتَلِقَاً
وَكُلُّ نَهْجٍ سِوَاهُ رَثَّ وَانْدَرَسا
أَلْهَمْتَنِي الرُّشْدَ حَتَّى لَمْ أَدَعْ صَنَماً
إِلَّا وَعَرَّيْتُ فِيهِ الزَّيْفَ فَانْطَمَسا
ظَلَلْتُ فِي التِّيهِ عَشْراً خُضْتُ لُجَّتَهَا
حتَّى فَلَقْتُ طَرِيقِي نَحْوَكُمْ يَبَسا
مَوْلاَيَ جِئْتُكَ ذا ذَنْبٍ ، وَذا نَدَمٍ
وَلاَ شَفِيعَ سِوَى الدَّمْعِ الَّذِي انْبَجَسا
مَوْلَايَ
عِنْدَكَ آمَالِي مُعَلَّقَةٌ
وَكُلُّ «لَيْتَ» عَلَى بابِ الكَرِيمِ «عَسى»