في عالم متطور، تسوده التقنية، وتنوُّع الوسائل الإعلامية، يتزايد التحدي أمام الصناعات الإعلامية والاتصالية؛ للحفاظ على الابتكار والتميز في منظر المنافسة المتنامية. وتبرز هنا أهمية دور الملكية الفكرية كأداة حيوية لتحقيق الاستدامة والنمو في هذا القطاع الحيوي.

ويرى المستشار الدكتور رياض بن ناصر الفريجي، الحاصل على الشهادة العالمية في الملكية الفكرية من الهيئة السعودية للملكية الفكرية، أن “الملكية الفكرية تمثل الحماية القانونية التي تضمن للمبدعين والمؤسسات الإعلامية حقوقهم الفكرية، سواء كان ذلك في الأعمال الإعلامية التلفزيونية والسينمائية، أو في المنصات الرقمية ووسائط الإعلام الاجتماعي”.

وأضاف قائلاً: “صناعة الإعلام والاتصال تواجه تحديات متعددة، بما في ذلك زيادة القرصنة الرقمية، وانتهاك حقوق الطبع والنشر، والتحديات التي تطرأ نتيجة التكنولوجيا الجديدة والتطورات في مجال الاتصالات.. وفي هذا السياق يُشكِّل النظام القانوني لحماية الملكية الفكرية دورًا حاسمًا في توفير بيئة ملائمة للإبداع والابتكار”.

وزاد: “علاوة على ذلك، توفر الملكية الفكرية منصة للمبدعين والمؤسسات الإعلامية لتسويق أعمالهم، وتحقيق قيمتها الاقتصادية؛ إذ بفضل حقوق الملكية الفكرية يمكن للمبدعين الحصول على الاعتراف والمكافأة المالية عن جهودهم؛ ما يعزز الدافع للابتكار والتفوق”.

وأوضح الدكتور “الفريجي” أن “الملكية الفكرية تمثل فرصة للتعاون والشراكة بين الجهات المختلفة في قطاع الإعلام والاتصال، عبر الابتكار وتبادل الأفكار والمعرفة؛ ما يحقق للمؤسسات الإعلامية نموًّا مستدامًا وتميزًا في السوق؛ لذلك يجب على الصناعة الإعلامية والاتصالية الاستفادة الكاملة من التوجيهات والإرشادات التي تقدمها الهيئة السعودية للملكية الفكرية، ومن خلال العمل المشترك والالتزام بالقوانين واللوائح يمكننا تعزيز دور الإعلام والاتصال في تشكيل المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة”.

وختم قائلاً: “الترابط عالٍ وكبير بين الملكية الفكرية والاتصال؛ فالرسائل الاتصالية تعبير عن فكر ينبض بالحياة؛ إذ تنقل الأفكار والمفاهيم عبر موجات التواصل، ويحافظ على حقوقها مراكب الملكية الفكرية. وإذا كانت الكلمة معبرة عن الاتصال في الأفق فإن قوانين الملكية الفكرية دروع تحميها في غمار الحرف، وعندما تتعاقب الأفكار كالموج على شاطئ الفكر فإن لكل موجة حقوقها الملكية التي تجعلها مميزة وفريدة”.