أعادت بطولات صقور الجو السعوديين المشاركين في عملية “عاصفة الحزم” هذه الأيام، ذكريات “عاصفة الصحراء”، أثناء حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة عام 1991، ومن ضمن الذكريات التي علقت بأذهان الكثير من مواطني دول الخليج عامة والسعودية خاصة، موقف النقيب طيار عائض الشمراني، آنذاك، البطولي عندما تصدى بطائرته F -15c، لثلاث طائرات عراقية مقاتلة وأسقط اثنتين منها وفرت الثالثة في مدة لم تتجاوز 30 ثانية.
بدأت قصة الطيار “الشمراني” البطولية عند الـثانية عشره والنصف من ظهر يوم الخميس الرابع والعشرين من يناير 1991، عندما أطلقت طائرة أواكس أمريكية بالإضافة إلى سفينتين حربيتين بريطانيتين إنذاراً يفيد باختراق ثلاث طائرات مقاتلة عراقية هجومية من طراز Mirage F-1مزودة بصواريخ كروز من نوع Exocet المضادة للسفن، الأجواء السعودية من الجهة الشمالية الشرقية على ارتفاع منخفض وعلى طول الساحل في ما يبدو أنها مهمة هجومية ضد القوات البحرية المتحالفة في مياه الخليج.
واستقل حينها “الشمراني” الطائرة “F -15c” ومن خلفه طائرتان سعوديتان مقاتلتان من نوع “F-15c”، وجميعهم من السرب 13 في قاعدة الظهران الجوية، واعترضوا الطائرات العراقية، ثم أسقط “الشمراني” اثنتين من تلك الطائرات المهاجمة في مدة لم تتجاوز 30 ثانية؛ باستخدام صواريخ AIM-9 القصيرة المدى الموجهة بالحرارة، بينما أطلقت الطائرة الناجية صاروخ أكسوزيت، لكنه سقط في مياه الخليج دون إلحاق ضرر، وفرت الطائرة العراقية الناجية الوحيدة من المواجهة لتعود للعراق.