في ساعات الهدوء، ينمو الإنسان ويتحول، حيث يُدرك أن معنى الحياة لا يكمن في الجدال والضجيج بل في السكون والتأمل. على مدارج النضج، تتغير تفاصيلنا وأهدافنا، فنتحول من الرغبات العابرة إلى الاهتمامات الجوهرية التي تمنح حياتنا قيمتها الحقيقية. تتمثل هذه الرحلة في قبول الذات واستيعاب الماضي، حيث يتبين أن السلام الداخلي لا يأتي من الخارج بل من التوازن الداخلي.
بمجرد أن تهدأ العواصف التي مرت بها، تنعكس أهمية السلام الداخلي وقيمته في العيش بسلام. يعكس هذا الشعور النضج والتأهب لمواجهة الحياة بكل تحدياتها وفرحها. الإكتفاء الذاتي يُمكّن الإنسان من الاستقرار العاطفي والثقة بالنفس، مما يزيد من قدرته على التأقلم مع المتغيرات والتحديات بثقة.
كل سنة جديدة تمثل بداية جديدة للنمو والتحسن، فبالتعلم من الخبرات السابقة نستطيع تطوير أنفسنا وزيادة مستوى سعادتنا. هنا يتجلى الحظ الكبير في أن نتمكن من رؤية قدراتنا وتحسينها مع تقدم العمر، مما يجعلنا نشعر بالرضا والإشباع.
في نهاية المطاف، يجب أن نبحث عن السعادة في الأمور الحقيقية التي تمنح حياتنا معنى وجود. إن النضج والسلام الداخلي يساعداننا على استكشاف هذه القيم والتركيز على ما يمكن أن يمنحنا السعادة الدائمة والصحيحة.
لكي نحافظ على هذا السلام الداخلي، يجب أن نتذكر أنه عملية مستمرة ومتكررة. يتطلب الأمر التفكير الإيجابي والاستماع إلى احتياجاتنا الداخلية والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. بممارسة الصبر والعفوية، نستطيع أن نحقق السعادة والسلام الداخلي، ونعيش حياة تعطينا الراحة والسكينة.
بقلم الكاتب/ عبدالله بن مسفر الشمراني _ الرياض