صحف محلية – خلود غنام – الرياض

في إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات المرأة السعودية، تم تكريم الدكتورة رشا بنت فهد البواردي بصفتها أول سعودية باحثة في مستشفى ماساشوستس ومركز أبحاث القلب والشرايين في جامعة هارفارد، وأول سعودية متخصصة في تغيير صمام القلب بالقسطرة.

جاء ذلك ضمن احتفالية أقامتها جمعية دبلوماسية في نيويورك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة كرمت فيها 18 امرأة حققن إنجازات أكاديمية واقتصادية واجتماعية للمرأة على صعيد العالم.

مسيرتها الطبية

“سبق” التقت الدكتورة رشا البواردي التي حدثتنا عن إنجازاتها وحياتها في الولايات المتحدة الأمريكية.

في البداية، تقول دكتورة رشا”: ولدت في الرياض وبحكم ظروف والدي الصحية انتقلنا للولايات المتحدة الأمريكية عندما كنت في المرحلة المتوسطة، التحقت مع إخوتي بالأكاديمية الإسلامية السعودية في فيرجينيا، وبعد تخرجي بالثانوية من نفس المدرسة التحقت بجامعة جورج واشنطن، وحصلت على بكالوريوس علوم طبية وماجستير في الجينوم والبروتيوم وبعدها تخرجت من كلية الطب مع تخصص ثانوي في التعليم الطبي.

وأضافت: وبعد الطب بدأت مسيرة التخصص، أنهيت تخصص الطب الباطني في مستشفى بكليفلاند كلينك وبعدها تخصص طب أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى مونتيفيور التابع لجامعة ألبرت أينستاين الطبية في نيويورك، وتم اختياري لمنصب رئيسة أطباء زمالة القلب لمدة سنتين هناك، وحاليا أنا في مستشفى ماساتشوستس جنرال التابع لجامعة هارفارد، وأتخصص في قسطرة شرايين القلب والأوعية الدموية، وأطمح لإكمال تخصص قسطرة الصمامات.

وعن تخصصها، تقول “د.رشا”: حاليا ولله الحمد يوجد طبيبة سعودية متخصصة في القسطرة تعمل في السعودية ويتبعها إن شاء الله مجموعة طبيبات في هذا  المجال، ولكن هذا التخصص بشكل عام متخصص يشغله نسبة قليلة جدا من النساء في العالم، في أمريكا مثلا ٥٪‏ من أطباء قسطرة القلب نساء، وقسطرة القلب تخصص يتطور كل سنة وإحدى فروعه تغيير الصمامات بالقسطرة وهو  تخصص جديد نوعا ما، فتم ترخيص استبدال الصمام الأورطي بالقسطرة لفئة مرضى محدودة من منظمة الغذاء والدواء في أمريكا، في نوفمبر ٢٠١١، ومازال يتطور بشكل مستمر وأثبت نجاحه و توسع استخدامه ليشمل فئات مرضى آخرين مصابين بضيق الصمام الأورطي وخلال السنوات القليلة الماضية أصبح تخصص الزمالة خاصة به في بعض المستشفيات في أمريكا.

اختيارها ضمن 18 امرأة من دول متعددة

وحول تكريمها كأول سعودية بهذا التخصص قالت: ” الحمد لله تم تكريمي من جمعية القنصليات في نيويورك ضمن ١٨ امرأة من دول متعددة على إنجازاتهن، وكان شرفا كبيرا اختيارهم لي لهذا التكريم ، الذي أراه مسؤولية أكثر من أنه تكريم، تقديرا لبعض الإنجازات المتواضعة التي قمت بها خلال رحلتي التعليمية ومنها: جائزة أفضل طبيب زمالة قلب من بين أطباء دفعتي من مستشفى مونتيفيور التابع لجامعة ألبرت أينستاين الطبية في نيويورك، جائزة أفضل طبيب زمالة في التعليم الطبي من نفس المستشفى، كما تم اختياري لبرنامج clinical scholars program في مستشفى كليفلاند كلينك.

وبعض المناصب خلال دراستي في كلية الطب في جامعة جورج واشنطن، حيث توليت وظيفة مساعد رئيس لجمعية الأبحاث التابعة لكلية الطب، واستطعنا أنا وزملائي في هذه الجمعية أن نؤسس أول مجلة علمية (Fusion) تابعة للجامعة و كنت عضوا في مجلس التحرير. ومازالت المجلة حاليا تنشر سنويا. كما قمت بفتح فرع للمنظمة الطبية الإسلامية في أمريكا الشمالية في الجامعة وكنت رئيسة فرع المنظمة في الجامعة لمدة سنتين.

أعمال تطوعية للتوعية

وخلال دراسة الطب وبعد ذلك في الزمالة قمت بأعمال تطوعية في دار الرعاية لمدة سنتين، وفي عيادة يعمل بها طلبة الطب في واشنطن بإشراف دكاترة في الجامعة بدون مقابل مادي لمساعدة المرضى الذين كان عدد كبير منهم مشردين. كما قمت بأعمال تطوعية مع منظمة القلب الأمريكية (American Heart Association) لزيادة التوعية الصحية بأمراض القلب وتعليم الإنعاش الطبي.

أما في مجال الأبحاث الحمد لله استطعت نشر عدة أبحاث في اكبر جمعيات القلب العالميةAHA, ACC و TCT أبرزهم كان عن إثبات ارتجاع في احد صمامات القلب مع أجهزة تنظيم نبضات القلب، كما أعمل كمراجع لبعض المجلات العلمية الأمريكية مثل:

“Journal of General Internal Medicine،  Journal of Microbiology

أما في مجال التعليم الطبي فعندما كنت في آخر سنتين في كلية الطب كنت أشارك في تدريس الفحص الطبي للسنة الأولى والثانية، كما قمت ببحث علمي موضوعه: مقارنة اثر بيئة المستشفى على سلوكيات الطالب مع المريض في السعودية و ٩ كليات طبية  في أمريكا. في مرحلة الزمالة قمت بتدريس طلبة الطب في كليفلاند في برنامج acute care setting. و بعدها في هارفارد في تدريس طلبة الطب فحص القلب الطبي. 

وعن الصعوبات التي واجهتها كسيدة سعودية قالت: ” خالطت المجتمع الأمريكي قبل وبعد أحداث سبتمبر والحمدلله وجدت نماذج رائعة من التعايش والاحترام للشخص بقدر عمله وقد حالفني الحظ بتواجدي في مدن تتنوع فيها الثقافات”. مشيرة إلى أنه لا يخلو المشوار من الصعوبات كقبول الطب في أمريكا و الزمالة والأبحاث التي قد تأخذ وقت طويل ولا تنتج بعد ذلك ولكن الصعوبات هي التي تجعل الوصول إلى الهدف له لذة النجاح. والداي وإخوتي كانوا عونا لي في هذا المشوار ولهم الفضل الكبير لما وصلت له بعد الله سبحانه وتعالى.

وأكدت الدكتورة “رشا” عودتها للوطن لخدمته قائلة:” إن شاء الله بعد تخصصي سأعود إلى الرياض وأعمل في مدينة الملك فهد الطبية. طموحاتي أن أنجز الكثير في مجال القلب والقسطرة لإفادة البلد ومواطنيها كما أطمح لأن أكمل السير في مجال الأبحاث الطبية. المرأة السعودية الآن أثبتت نفسها في جميع المجالات ودائما أفتخر عندما أرى بنت بلدي وصلت لأعلى المراتب. وأوجه تحية لهن جميعا على ما قدمن للوطن ونهضته”.

كما أريد أن أوجه تحية خاصة لحكومة خادم الحرمين الشريفين بقيادة الملك سلمان والذي أكمل ما عهدناه عليه من دعم لتعليم المرأة من خلال برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي فتح المجال لكثير من النساء لنيل أعلى الدرجات.