يقول الفيلسوف وعالم النفس فيكتور فرانكل: “أنجح الناس ليسوا الأقوى أو الأكثر ذكاءً، إنهم الأكثر قدرة على التغيير والتكيف.” تلك الكلمات تلخص حقيقة عميقة عن طبيعة النجاح الحقيقي، مقابل النجاح المزيف أو الظاهري الذي يعتمد على المظاهر الخارجية والإنجازات السريعة دون أساس دائم.
النجاح المزيف يمكن أن يكون مغريًا، حيث يُظهر الشخص أنه ناجح ومتفوق بناءً على مقاييس مؤقتة مثل الثروة المادية السريعة أو الشهرة المؤقتة. ومع ذلك، فإن هذا النجاح غالبًا ما يكون زائفًا، حيث يفتقد إلى الأساس الحقيقي من التغيير الداخلي والتكيف المطلوب لمواجهة التحديات الحقيقية في الحياة.
على العكس من ذلك، النجاح الحقيقي يتأسس على القدرة على التكيف والتغيير، حيث يكون الفرد قادرًا على التعامل مع التحديات والمواقف المتغيرة بشكل فعال ومستدام. فالشخص الناجح حقًا هو الذي يعتمد على تطوير الذات وتعزيز قدراته الشخصية، بدلاً من الاعتماد الوحيد على الخضوع للضغوط الخارجية أو الظروف المؤقتة.
مع ذلك، يمكن أن يكون من الصعب التفريق بين النجاح الحقيقي والنجاح المزيف في بعض الأحيان، خاصةً عندما تغرينا المظاهر الخارجية بسرعة النجاح أو الانجازات السريعة. لكن التمييز يأتي من خلال النظر الداخلي، وفحص مدى استدامة وأساسية الإنجازات التي نحققها.
لذا، يصبح من الضروري للفرد أن يفهم الفرق بين النجاح المزيف والنجاح الحقيقي، وأن يسعى دائمًا إلى بناء قدراته الداخلية والاستعداد لمواجهة التحديات بإيجابية وثقة. ففي ذلك الطريق، يمكن أن نجد النجاح الذي لا يعتمد على الظواهر الخارجية، بل يستمد قوته من قدرتنا على التغيير والتكيف المستمر.
بقلم الكاتب/ عبدالله بن مسفر الشمراني _ الرياض