عناوين – كتب: حبيب عبدالله
بمثل صورة تراص الكتب وتراكمها فوق بعضها بعض، تحتك أكتاف زوار معرض الرياض الدولي للكتاب بعضها ببعض، وتشهد بعض ممرات المعرض اكتظاظا شديدا يجعل الزوار الآخرين يفرون إلى ممر آخر أقل ازدحاما يمنحهم فرصة التحدث مع البائع وفرصة تصفح الكتب قبل شرائها.
ولذلك فإن قرار إدارة المعرض المتمثل في إقامة عروض موسيقية مثل الفرقة الماليزية هذا العام أو شعبية مثل العرضة السعودية العام الماضي في وسط المعرض وبين المكتبات ودور النشر، يساهم كثيرا في امتلاء الصالة وزيادة أعداد الجمهور وخاصة من العائلات والأطفال من أجل المشاهدة والتقاط الصور الأمر الذي ينتج عنه ارتباكا وتعطيلا لحرية تنقل جمهور الكتاب بين ممرات المعرض وخاصة إذا علمنا أن هناك الكثير من الزوار من هو عاجز عن الحركة مثل المعاقين أو كبار السن، وصورة تصفح الشيوخ للكتب باتت مألوفة ومشهدا متكررا في الصحف، كما أن العروض الفنية تسبب صخبا وازعاجا في معرض يتسول فيه الناس الهدوء من أجل القراءة أو الدخول في حوارات جانبية مع الباعة أو الناشرين الذين يمثل لهم المعرض الفرصة السنوية الوحيدة للتحدث مع الجمهور وزملاء المهنة من داخل وخارج المملكة.
وليس من المعقول ولا المنطقي مطالبة الرافضين لوجود الموسيقى بعدم الحضور وعدم زيارة المعرض كما هي آراء بعض المؤيدين المتعصبين لها، فلهم كل الحق مثل غيرهم في زيارة المعرض والاستمتاع بالقراءة وشراء الكتب، ولكن المعقول والمنطقي والمأمول من إدارة المعرض هو احترام رغبات الجميع ومحاولة إيجاد طريقة ترضي الجميع.
وبغض النظر عن شرعية الموسيقى أو مدى ملائمتها للمكان والزمان، فإنه يوجد هناك قاعة كبيرة ومناسبة للعروض الفنية والموسيقية والمسرحية بجانب صالة المعرض والتي شهدت حفل الافتتاح والندوات الفكرية والأدبية المصاحبة، ويمكن مستقبلا إقامة العروض الفنية والإعلان عنها في هذه القاعة بعيدا عن الكتب والمكتبات، وتقليلا من التشويش على جمهور الكتاب أيا كانت مشاربهم، ومن يريد الموسيقى يذهب إليها، ومن يريد الكتب يبقى بين صفحاتها، والجميع راض.