في كل محفل دولي، يبرز ثقل المملكة العربية السعودية والثقة التي تحظى بها من كافة الأطراف الدولية، بشكل جعل دورها في أي ملف محل ترحيب، وتأييد، بل إن بعض الأطراف التي قد تكون «متعنتة» في مطالبها، تقدم تنازلات نزولا على رغبة الرياض الهادفة للتقريب بين وجهات النظر.
دور بدا واضحًا في نجاح الوساطة والإفراج عن الصحفي الأمريكي والأسرى الروس، في صفقة كان الثقل السياسي والمكانة الدولية الرفيعة والعلاقات المتوازنة التي يحظى بها قادة المملكة، دور كبير في المضي قدمًا فيها.
ذلك الدور، كان محل إشادة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي قدر مساندة المملكة للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، فقدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، نتيجة لجهوده في إطار عملية تبادل السجناء بين روسيا وأمريكا.
شكرا بدا شاهدا عليه كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أثناء الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي في مدينة فلاديفوستوك الروسية في معرض حديثه عن صفقة تبادل السجناء التي تمت بين روسيا والولايات المتحدة في 1 أغسطس الماضي، قائلا: فيما يتعلق بالصحفي الأمريكي (إيفان غيرشكوفيتتس)، أو بالأحرى الشخص الذي قام بأنشطة تجسسية تحت ستار الصحفي، لقد شارك ولي العهد بشكل نشط في المرحلة الأولى من العمل (على هذا الملف)، ونحن شاكرون له أيضا، لأن ذلك أدى في نهاية المطاف إلى عودة مواطنين لنا إلى وطنهم.
تلك الجهود التي تقوم بها قيادة المملكة الرشيدة – حفظها الله – والتي ترجمت في اتصالات ومساع، كان الهدف منها الإسهام في خفض حدة تصعيد الأزمة وتغليب الدبلوماسية والحوار لإنهائها والاستعداد لبذل جهود الوساطة للتوصل لحلها سياسياً.
جهود كانت كاشفة ودليلا دامغًا على إرث المملكة منذ تأسيسها والقائم على حل الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية سلميا والتدخل الإنساني لإطلاق سراح المحتجزين والرهائن وأسرى الحروب، وإغاثة المتضررين العالقين في مناطق الصراع أو النازحين منها.
ذلك المنهج بدا واضحًا من خلال مساعدات المملكة الإنسانية خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، وغيرها من الأزمات والحروب التي تعصف بالعالم، من حرب غزة، مرورًا بحرب السودان، إلى كل الملفات الساخنة.