صحف محلية – واس – الرياض
قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية، إن «القات» يعتبر من المخدرات، نظرا لما يسببه من أضرر ناتجة عن تعاطيه، مبينا أن «القات» يؤثر على العقل والجسد، وضرره يعد عظيما، إذ تعد المخدرات داء عضالا إن لم ننجح في محاربتها ودحرها خسرنا مجتمعنا وشبابنا. وبين آل الشيخ، أن رحمة المتعاطي ليس بالتغاضي عنه بل بنصحه وعلاجه ومتابعته حتى يعود إلى رشده، وقال عبر كلمة وجهها لمنسوبي القطاعات الأمنية، إن مكافحة المخدرات عمل جهادي يجب عليكم الثبات لمحاربتها. جاء ذلك خلال حديثه في ندوة: «أضرار المخدرات على الضرورات الخمس والأحكام الشرعية لها»، التي أقامتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في مقر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء في الرياض أمس، بحضور نحو 200 من قيادات وضباط القطاعات الأمنية، والتي أعقبها تقليد مفتي عام المملكة سفيرا لمشروع نبراس ليكون خير سفير لمكافحة المخدرات.
وأشار إلى أن مكافحة المخدرات فرض على كل شخص، كما أن «نبراس» مشروع وقائي مبارك ضد المخدرات يجب على الجميع دعمه والتعاون معه، حيث قامت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات و«نبراس» وكذلك رجال الأمن بدورهم بدعم من سمو ولي العهد.
من جهته، قال الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله الشريف: لقد حققت الأجهزة الأمنية والجمركية نجاحات كبيرة ومستمرة في إحباط عمليات تهريب المخدرات، فخلال العامين الماضيين تم ضبط وإحباط تهريب أكثر من 276 مليون قرص من أقراص الكبتاجون، وأكثر من 114 طنا من الحشيش، مما يؤكد استهداف المملكة وشبابها.
وأشار الشريف، إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة بمشروع «نبراس» نجحت وعبر الدعم اللا محدود من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في تحقيق العديد من الانجازات على أكثر من صعيد.
وذكر أنه تم اعتماد دبلوم جامعي، وبرنامج الزمالة الطبي في الجامعات السعودية، كما تم انشاء أكاديمية نبراس للتدريب الإلكتروني، وأقر سمو ولي العهد تكثيف الوعي في المناهج الدراسية في المراحل التعليمية العامة، وانشاء مركز لاستشارات الإدمان 1955 لنقل مرضى الادمان لعلاجهم وإصلاحهم.
وجارٍ العمل لإنشاء جمعية للمساعدة في العلاج والتأهيل وإنشاء سبعة مستشفيات لعلاج الإدمان، كما تم تنفيذ وتنظيم أكثر من 122 معرضا وبرنامجا وفعالية، و16 حلقة من برنامج نجوم نبراس الرياضي، و245 برنامجا تثقيفيا، و286 دورة تدريبية، و13 حلقة من برنامج (باسم وبسمة) للأطفال.
كما تم بث أكثر من 6080 رسالة تلفزيونية وإذاعية، 48 ملتقى تعريفيا برعاية اصحاب السمو أمراء المناطق ومعالي مدراء الجامعات، وانطلق المشروع حاليا بتنفيذ برنامج بناء القدرات الوطني التدريبي في كافة مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها ومنافذها للحد من مشكلة المخدرات.
وأضاف: «تبذل حكومتنا الرشيدة – بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد – جهودا مضنية في حربها ضد مهربي ومروجي المخدرات وعصابات الشر، وتواجه بلادنا هذه الحرب بكل ما أوتيت من امكانيات وقدرات، وعلى جميع الصُعُد: الأمنية والتوعوية والتثقيفية والعلاجية والتأهيلية».
وزاد بقوله: «مما تعوِّل عليه الدولة في تلك المواجهة بشكل كبير هم أهل العلم في بلادنا، وسماحتكم في صدارة هؤلاء، لإرشاد أبنائنا ونصحهم وتبيين أحكام الإسلام القيِمة والحكيمة، وإعادتهم إلى الفِطرة الصافية النقية، فِطرة الله التي فطر الناس عليها، وتوضيح ما ينطوي عليه وباء المخدرات من سموم تهلك الروح والنفس».
إضافة إلى أن المخدرات تمسخ القيم الإنسانية العليا التي كرم اللهُ بني آدم من أجلها، ولئن كان الإرهاب يهدد حق الإنسان في الحياة بلا ذنب جناه، فالمخدرات تسلب منه المعنى الحقيقي للحياة، فهي تدمِر العقل وتقتل الطموح وتطمس كل المعاني النبيلة، فكلاهما قاتل ومدمِر.