هذا اليوم 30 جمادى الاخرة 1139
هجري الموافق 22 فبراير 1727م
منذ مايقارب الثلاثمائة عام ،
لم يكن يوماً عادياً و عابراً
في تاريخ عرب الجزيرة العربية
ولا في تاريخ الامتين العربية والاسلامية فقد كان يوم تأسيس المملكة العربية السعودية وليس هذا فحسب بل كان يوم تأسست فيه عدة وقائع ومعطيات ومعادلات جديدة على خارطة العالم والامم الحرة بوجود دولة لها ثقلها السياسي والديني والجغرافي فرضت
نفسها في بضعة عقود كرقم صعب في أي حدث عالمي.
هذا اليوم لم يكن يوم تأسيس دولة
بل أمة عربية مسلمة من كل
القبائل والعوائل العربية الأصيلة التي كانت تسكن الجزيرة العربية ذلك اليوم ، لاتمييز بينهم ولاعنصرية ، وطن واحد
و لغة واحدة وعقيدة واحدة وراية
واحدة ، بيعتهم صادقة لإمام منهم على السمع والطاعة وفي العسر واليسر وعلى المنشط والمكره.
هذا اليوم لم يكن يوم تأسيس دولة
بل حاضنة لبيت الله المقدس
ومدينة نبيه الكريم ولضيوف الرحمن القادمون من شتى بقاع الارض، فحولت الطرقات للحج من خوف الى امن وامان وجمعت المسلمين على أذان واحد
وامام واحدوعظمت شعائر الله
وابطلت الخرافات وهدمت الاوثان
ورفعت راية التوحيد وعزت الدعوة لله وعملت اكبر توسعة للحرمين الشريفين وقدمت اجل وارقى الخدمات لحجاج وزوار الحرمين وبنت المساجد في العالم.
هذا اليوم لم يكن يوم تأسيس دولة
بل حصن حصين لبلاد العرب
والمسلمين، فحاربت الاستعمار في
العالم العربي بشتى اشكاله و أوجهه حتى وان تلبس بلباس الدين، فطردت الترك من ارض العرب و أوقفت الفرس
على حدودهم ونادت باستقلال دول
الخليج العربي من بريطانيا والجزائر
من فرنسا وساهمت في تخفيف
النكبات والظلم الذي تعرض له
المسلمين في بورما وافريقيا والبوسنة وغيرها . والى اليوم لازالت المملكة تتخذ المواقف الشجاعة والبناءة لنصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
هذا اليوم لم يكن يوم تأسيس دولة
بل مارد سياسي واقتصادي وحضاري جيرت كل امكانياتها للحفاظ على ثرواتها ومارزقها الله من كل طامع او محتل ومخرب وحجمت كل حالم في ان يكون له ثقل اقليمي على حساب مملكتنا وعقيدتها وشعبها ، ففرضت وجودها كقوة سياسية واقتصادية وحضارية على الامم المتحدة والقرار الدولي.
هذا اليوم لم يكن يوم تأسيس دولة
بل منارة علمية استقطبت ابرز النخب العلمية والفكرية وقامت على تطوير شعبها وتعليمه ونقله في فترة زمنية وجيزة الى مصاف الشعوب المتعلمة والمتحضرة ولها حضور على مستوى التطور الاكاديمي و التعليم العالي والبحوث العلمية واصبحت
جامعاتها تعد من الجامعات المرموقة على مستوى العالم ، وحاضر أبناءها اليوم من رقي وحضارة ورفاهية خير شاهد على جهود هذة الدولة المباركة.
هذا اليوم المجيد والذي يحتفل فيه
السعوديين يوم 22 فبراير من كل عام ليس يوم عادي لذكرى من الماضي فقط بل هو شكر لله و استبشار بكرمه وفضله ان هذة الدولة الامة تأسست لتبقى
الى ان يشاء ذخر للاسلام والمسلمين .
حفظ الله المملكة العربية السعودية وحفظ الله حكامها الأوفياء و الأقوياء لخدمة عقيدتهم و بلادهم وشعبهم ونصرت المستضعفين في العالم.

بقلم الكاتب/ مصلح بن أحمد بن صقران الشمراني
المستشار القانوني