شدد عدد من مشايخ القبائل اليمنية على حرص القبائل على انتمائهم العربي بعيدا عن مشروعات الانقلابيين الطائفية التي تستهدف تحويل القبيلة اليمنية إلى جسر وممر لتنفيذ «الأجندات» الأجنبية ودفعها بعيدا عن حضنها العربي، وأوضحوا لـ «اليوم»، أن استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مشايخ القبائل اليمنية، جاء تأكيدا على عمق العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية واليمن، وأن أمن اليمن من أمن المملكة، وعدم السماح لأي جهة بالتدخل في شؤون اليمن أو نشر الفتن.

قوى الشر

وأضافوا، إن المملكة أكدت وقوفها مع اليمن بأفعالها قبل أقوالها، من خلال الدماء التي امتزجت في ساحات البطولة دفاعا عن اليمنيين، وثمنوا تأكيد سمو ولي ولي العهد على التزام المملكة بدعم اليمن في كل الظروف، وأنها لن تتركه وحيدا في مواجهة قوى الشر التي تتزعمها إيران وأذنابها من الحوثيين، وأكدوا أن استمرار عمل مستشفى السلام السعودي في صعدة يعد دليلا واضحا على «دناءة» ميليشيات الحوثي.

.. ومرحبا بأحد مشايخ القبائل

كوادر طبية

وفي البداية، قال شيخ قبائل وايله مصلح حمد الاثله، إن مستشفى السلام السعودي في قلب مدينة صعدة شمال اليمن الوحيد في المحافظة، والمملكة تشغله وتدعمه حتى اليوم، وأضاف إن صعدة، التي تسيطر عليها ميليشيات جماعة الحوثي، تعاني من نقص كبير في الإمكانيات الطبية؛ نظرا لوجود مستشفى واحد أنشئ في عام 1982.

ولفت إلى أن مستشفى «السلام» السعودي بمثابة «بلسم» في قلب مدينة صعدة ويقدم العلاج والدواء لأبناء المدينة من كافة أطيافهم ومذاهبهم منذ عام 1982، وهو أحد المشاريع الكبيرة الذي أنشأته المملكة وتدعمه حتى اليوم، بكوادر طبية تقدم فائق الخدمات العلاجية والطبية على أسس رفيعة المستوى.

.. ومصافحا احد اعضاء الوفد

خطط الخيانة

وقال إن ابناء محافظة صعدة، يعتبرون مستشفى السلام السعودي دليلا على خسة قادة ميليشيات الحوثي ونكرانهم الجميل، بالاعتداء على أراضي المملكة واستهدافهم أمن حدودها وتدبير خطط الخيانة من داخل مكاتبهم التي قد لا تبعد سوى مسافات قصيرة عن هذا الصرح الشامخ الذي سيظل يُعري كذب ودجل تلك الجماعات المسعورة، منوها بدور المستشفى الطبي المتميز وخدماته الجليلة للمواطنين في محافظة صعدة.

سلسلة جرائم

ومن جانبه، أوضح عبدالوهاب محمود معوضه أنه تعرض شخصيا لاقتحام منزله بصنعاء من قبل عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المسلحة، واعتقال عدد من مرافقيه ومطالبتهم بإخلاء المنزل من النساء والأطفال لتفجيره، واضاف إن تلك الجريمة جزء من سلسلة جرائم طويلة ترتكبها الميليشيات الحوثية باستباحتها لحرمة المنازل وترويع الأطفال والنساء دون مراعاة للقيم والأخلاق الحسنة، والعادات والتقاليد والأعراف القبلية الأصيلة التي تعارف عليها اليمنيون منذ الأزل.

عدد من مشايخ القبائل خلال اللقاء

إرهاب واعتقال

وأكد معوضه أن ميليشيات الحوثي عرف عنها خلال الأعوام الماضية نكثها بالعهود ونقضها المواثيق والاتفاقيات قبل أن يجف حبرها، وتتعمد دوما الضغط على مشايخ القبائل وتهديدهم بالإرهاب والاعتقال والخطف والاغتيال، ومن ذلك تعرض الشيخ أحمد سويدان العقيلي أحد شيوخ محافظة مأرب لإصابة بجروح مختلفة في الرأس والذراع من ميليشيات الحوثي والمخلوع في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، ونقل إلى مستشفى هيئة مأرب لتلقي العلاج حتى تماثل للشفاء.

ساحة مواجهات

وأشار منصور علي الحنق إلى أن ميليشيات الحوثي حينما حاصرت تعز كان لديها رغبة مشتركة في الانتقام من أبناء محافظة تعز؛ لأنهم عندما تمددوا في المحافظات لم يلقوا مقاومة سوى في تعز التي رفض أبناؤها السماح لهم بالعبور إلى عدن والجنوب، وبالتالي تحولت تعز إلى ساحة مواجهات مشتعلة بين المقاومة والانقلابيين، فيما كانت تعز بالنسبة للمخلوع علي عبدالله صالح رأس الحربة في احتجاجات 2011 التي أطاحت بنظامه وأدت لخروجه من السلطة بعد 33 عاما من رئاسة البلاد، ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي وعناصر المخلوع صالح ترفض التنازل عن ميناء الحديدة لموقعه الإستراتيجي، ولكن سيتم تحريره قريبا «بإذن الله» على يد الجيش الشرعي ودعم التحالف العربي.

وفد القبائل ثمن دعم المملكة للشرعية في اليمن

وثمن عضو بمجلس النواب اليمني وشيخ شمل قبيلة حمدان، قناف محمد القحيط، التدخل السريع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «يحفظه الله» لدعم الشعب اليمني والشرعية، منذ اطلاقه عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، منوها الى جهود المملكة لشعب اليمن من خلال المستشفيات المتنقلة والمساعدات الإنسانية المميزة التي شملت جميع القبائل على حد سواء.

وأكد شيخ شمل قبيلة حمدان أن جهود خادم الحرمين الشريفين في دعم الشرعية باليمن كبيرة، والمملكة وقفت بصدق مع شقيقتها اليمن في المحنة التي أصابتها خلال الفترة الماضية، ولن ينسى اليمن والتاريخ الوقفة الأخوية لخادم الحرمين الشريفين، خاصة وأن الأوضاع في اليمن كانت ستزداد سوء لولا تدخله في الوقت المناسب لدعم الشرعية، وهذا موقف إنساني كبير ومقدر من الشعب اليمني بأسره.

.. وأكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين

أطماع مرفوضة

وأشار القحيط إلى أن الحوثي استغل تواجده بالمناطق اليمنية في ارتكاب أعمال مشينة، ونشر الأفكار التي يتبناها، وقتل الأطفال وتفجير المساجد وتشريد مئات الأسر من المدن اليمنية، مبينا أن الحوثي شق النسيج الاجتماعي اليمني ولا يريد الاستقرار للبلاد، وكلها أطماع مرفوضة ولن يأخذ ما يريده من اليمن مهما كانت الظروف. وأضاف إن مستقبل اليمن يبشر بالخير، في ظل الدعم الكبير واللا محدود من قبل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي نقف له احتراما وتقديرا لمواقفه الإنسانية العظيمة مع الشعب اليمني، ومنها على سبيل المثال إنشاء المستشفيات والمراكز المتخصصة لمعالجة الأمراض والإصابات التي حدثت جراء العنف الكبير لميليشيات الحوثي التي لم تراع حرمة الدماء، وشدد القحيط على اهمية دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مساعدة الشعب اليمني، وتأمين المعونات له في مختلف المناطق.