يا لله انها ليتك ، كلمة جميلة يرددها الكبار في السن وبصوت متشبع ثقة بالله عندما تستمع اليها منهم ترتسم على محياك بسمة الثقة وتعلم بأن الامر سيقضى بإذن الله .
هذه الجملة يرددونها في كل الاحوال ، ولكن هناك حالة تتردد فيها هذه الكلمة وهي اذا اشتدت الامور وكان هناك خطب جلل .
ان المتابع لواقع هذا العصر والأحداث المتسارعة والتطور التقني الذي يشهد العالم ليجد ان القلق اصبح العنوان الرئيسي لحالة الكثير من الناس في واقعنا اليوم . وخاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والمتنوعة والتي اصبحت ترافقنا في كل في مكان ، من خلال اجهزة الهواتف الذكية !!
هذا القلق اخذ عدة صور من ابرزها حالة عدم الاستقرار التي يعشيها الكثير والتي تمثلت في التشتت الذهني ، والانشغال عن الامور الهامة ، حتى ان البعض اصبح شغله الشاغل جهاز الهاتف المتنقل ( الجوال ) الذي يحمله والمعلومات التي يتلقاها حيث هناك كميات ضخمة من المعلومات يتم تداولها بين الناس بشكل لم يسبق له مثيل ، من هذه المعلومات الاجتماعي والاقتصادي والصحي والديني والسياسي وهذا الامر جداً خطير اذا لم يتم وضع معالجة له بطريقة مناسبة وفق دراسات ميدانية تبحث عن الحلول الناجعة والا سوف نكون امام كوارث في العقيدة والامن والصحة لا تحمد عقباها . ويالله انها ليتك !!
من افرازات هذا الشتات؛ أصبحنا أمام مشكلة اجتماعية من شقين:
* انشغال الاب بمتابعة ما يدور من احداث سياسية واجتماعية وثقافية فكرية وغيرها من المواضيع الساخنة عن القيام بدوره كأب .
* اصبح لدى ابناءنا قدوات يتواصلون معهم بشكل لحظي يوفرون لهم المعلومة بشتى انواعها ،حتى وصل الامر الى ان الانتقادات توجه للآباء من الابناء بدون اي حياء. فلعل من المناسب ان نذكر الاباء بواجبهم ونقول لكل واحد منهم بلهجتنا العامية التي اعتز بها كثيراً . يالله انها ليتك ؛ هوّن بعمرك ، وانتبه لعوالك