رئيس التحرير : علي بن صالح الشمراني
صحيفة شمران الإخبارية

شكرا رجالات شمران

9153
+ = -

 

شكرا رجالات شمران

 

هكذا بدا المشهد في قصر الموعد وكأننا كنا على موعد مع موقف مشرف جديد لقبيلة شمران يطرز بمداد من ذهب كرماً وسخاءًا. وإن كانت طيء لها حاتما فشمران لها زهيرها (زهير بن سعيد بن فائز الشمراني) الذي خدم قبيلته ومثلها خير تمثيل، وتلك عاداته وعادات آبائه وأجداده، ومن حضر من شمران سعى لمشاركته لكنه أبى إلا أن يكون خادما لقبيلته، وكرر ذلك في ترحيبه في تواضع جم، وقال فرصتي أن أخدم شمران اليوم، وصغير القوم خادمها!

وهنا لا بد من وقفة شكر رغم يقيني أن هذه الحروف الثلاثة ( الشين والكاف والراء) عاجزة بل قاموسي اللغوي كله يتقزّم أمام صنيع شمران وزملائي الأكاديميين الذي جاءوا زرافات ووحدانا من كل مكان ليحتفوا بشخصي البسيط، وليتهم يعلمون أنني أنا والله من احتفى بوجودهم فحبهم وثقتهم ألبساني حلة قشيبة، لأن حب الناس مكسب كبير، لكنه لا يباع ولا يشترى، إنما هو هبة من الله، أسأل الله أن أكون عند حسن ظنهم الذي أؤمن أنني دونه بمراحل لكنه حسن ذواتهم.

أشكر باسم شمران وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور أحمد العامري الذي شرف الحفل ومثل جامعة الملك سعود وقدّم كلمة تحدث فيها عن وطنه المملكة العربية السعودية والقمم التي شهدتها الرياض مؤخرا، ليعرج بعدها على علمية جائزة محمد بن راشد للغة العربية مؤكدا أنها تسجل باسم الوطن. وشكرا من القلب للواء الركن علي عسيري عضو مجلس الشورى على نشريفه، وأستلهم هنا بيت القصيبي لأذكّر أبا فيصل به: ونحن عسير مطلبها عسير .. ودون جبالها برق ورعدُ. والشكر موصول للشيخ مسفر بن عوضة أبي علي الذي شارك رغم ظروفه الصحية، رجل المواقف الصعاب مع ربعه وجماعته “شيال الحمول الثقيلات”، ولذا بادر أبو مشاري لدعوته للترحيب بالضيوف ودعوتهم للعشاء فيما بعد وهو موقف نبيل من أخي القدير زهير لإنزال رجل بحجم الشيخ مسفر منزلته اللائقة به. كما لا يفوتني أن أشكر الصديق العزيز الدكتور مسفر بن سعد آل درباش رجل الأعمال المعروف الذي أتى من جدة مشاركا مرتين خلال أربعة أيام، له ولكلمته الضافية المتشحة بالأخوة والحب أرفع العقال، شكرا أبا سلطان. وشكرا لصحيفة شمران وممثليها الذين يقومون بعمل جبار تطوعيا لخدمة قبيلتهم ومناسباتها المختلفة. شكرا لكل من قدم هدية تذكارية وحضوركم وتشريفكم هو والله الهدية الحقيقية، أما أسماؤكم فقد ازدانت بها أركان منزلي.

وكأن شمران أيضا كانت على موعد مع كوكبة من مبدعيها؛ فرأيت الصورة كاملة، أو هكذا تخيلتها، وكأن أبا سامي كبيرهم الذي علمهم السحر والشعر والجمال شيخ كبير، يتقدم قافلةَ البمدعين، يتوكأ على عصا رصّعت بالذهب، ويرتدي بردة طرزت بخيوط الإجلال والتبجيل، وكأنك تلمح النابغةَ الذبياني يتهادى إلى سوق عكاظ، يقصد قبته الحمراء، التي ضربت له هناك ليفصل في جيد الشعر ورديئه، أو كأنك تنظر في الأفق البعيد تلمح المتنبي قادما على صهوة جواد عربي أصيل، لا شبيه له، والأعناق والأحداق ترنو إليه! ولذا لم أتردد في وصفه بمالئ الدنيا وشاغل الناس أثناء كلمتي في الحفل أو لاحقا في حسابي في تويتر؛ فهو ظاهرة شعرية قلما تتكرر!

هكذا ظهرت لي بعضُ أجزاء الصورة فالإعلامي الكبير سعد زهير بقامته الإعلامية الطويلة ينظّم حداءَ قافلةِ مبدعي شمران، لتنتظم في تناغم آسر يسرق الألباب، وتسمع للقافلة صدى صوت رخيم يهز الأرجاء، ذلك هو الصوت العذب مسفر بن شنيف: وإذا ما صدقت قولي شاهده بالعين شاهده! لينتشي الشعراء أنفسُهم طربا، وتتمايل القافلة زهوا وفخرا. ولسان الحال: رفقا بالجماهير!

ولي مع كبير المذيعين في جدة الإعلامي المبدع سعد زهير وقفة قصيرة، فقد عرفته قديما من خلال مقالاته في الصحف، فذلك القلم السيال كان يرسم المشهد كاملا وكأنك في حضرة الشعراء الذين يكتب عنهم، أو فيما بعد يتحدث عنهم بصوته الإذاعي الفخم. عنايته بالتفاصيل الدقيقة لرسم الصورة جدّ فائقة ، ولديه ربط حاذق قلة من المذيعين من يجيده، وأقرب مثال عليه هو تلخيصه لأبرز ما ورد في كلمتي بعيد الكلمة مباشرة رغم طغيان أسلوب المحاضرة عليها، وموهبته تحدث عنها الزملاء الأكاديميون وألمحوا إلى هذه النقطة. سعد زهير بإيجاز شديد هو مؤسسة إعلامية مكتملة الأركان يعد ويقدم ويقوم بكل الأدوار، وأبو عبدالعزيز قامة غنية عن التعريف، ولذا ولعلي لا أفشي سرا لم يكن غريبا أن نتحدث مع الأستاذ الدكتور العامري في دردشة جانبية بعيد العشاء فيعرض العامري علي حبيبنا سعد التعاون الإعلامي مع جامعة كبرى بحجم جامعة الملك سعود.

 

ولأن شمران منجبة المبدعين كان لابد أن تظهر في القافلة كوكبة من نجوم الشعر وأركانه ليس على مستوى القبيلة فحسب بل على مستوى شعراء العرضة الجنوبية وشعراء النظم السعوديين؛ فهذا الصوت الشجي ذو الكلمة السيارة عبدالرحمن بن جروان لا يكتفي بشيلة من فرائد الشعر صوتا وكلمات بل يضيف أثناء الحفل قصيدة أخرى وفوق هذا يظهر في ثوب المعتذر وكأنه لم يقدم شيئا! وهذا العميد الدكتور علي بن مسفر الذي عرفته المحافل ومفردة شمران لا تفارق قصيدة له، وهذا سعد بن مصلح الذي ما إن يرفع عقيرته بالصوت إلا وتستحضر الشاعر الكبير خلف بن هذال، وهذا حنش بن سفير الذي أجل سفره ليقف مع رفيق دربه لينهمر بالثناء والمدح لقبيلته، وهذا العميد (العديل) سعد الرشيدي الصاحب القديم لابن ظافر يترك الطائف ويحمل إلى العاصمة نفيس الشعر ثم يمزجه بصوت أخاذ. وهذا العقيد الشاعر علي بن سعد بن بنا الذي يتفرد بتطريز قصائده بمصطلحات ثقافية أتت نتيجة قراءات واطلاع واسعين، وهذا النبيل ذو اليد البيضاء الشاعر الكبير زهير بن مداوس آل حمدان الذي يرى الحضور والمشاركة واجب عليه فيدبج القصيدة ويترك الشرقية خلفه وييمم وجهه هو وأبو نايف وعايض بن محمد بن غرم الله  تلقاء نجد. وهذا الساحري الذي ذكرنا اسمه وشعره مقولة “إن من البيان لسحرا”.

وهذا مسفر بن شنيف مرة أخرى، لا يكتفي بشيلة قصيدة أبي سامي، بل يؤكد أن من حضر القسمة فليقتسم، ويرى المشاركة لزاما عليه ليسجل بذلك موقفا ضمن مواقف الطيب التي تعودتها منه شخصيا ليس على مستوى القصيد فحسب، بل في كل ما يربطنا من إخاء ووئام.  وهنا يشدو بصوته الآسر من قلب الحدث. أما عايض بن محمد فرغم اعتلال صحته تجشم عناء السفر لكن الصوت لم يساعده فاكتفى ببيت أو بيتين جعلت الحضور يطالبون بالاستمرار ليعدهم بإرسالها بصوته العذب الجميل قريبا، وإنا وإياكم لمن المنتظرين.

أما الشاعر المبدع عبدالرحمن بن علي أبو خالد فأخرته لما يربطني به على المستوي الشخصي مما لا يتسع المجال لذكره، وأعتبره أحد أفراد أسرتي الخاصة، وهو دائما يذكرني بقول زهير بن أبي سلمى: حتى إذا ما جئته متهللاً كأنك تعطيه الذي أنت سائله، والسبب في استشهادي بهذا أن أبا خالد ينظم أجمل القصيد ثم يسبغ عليه آيات صوته الجميل فيملأه عذوبة ورقة، ثم يسجل مادته الصوتيه، ثم يأتيك معتذرا ليقول: لو كان عندي المزيد من الوقت لحبرته لك تحبيرا! أتعبت من بعدك أبا خالد!

فهؤلاء النبلاء أبى كل منهم إلا أن ينثر لألئه ويشعل قناديل كلماته لتضيء أرجاء الحفل. سباقهم وهم يرون ذلك واجبا عليهم نحو تعطير المكان بتلك النفائس الجزال جعل أساطين الفصحى الذين شاركوا من جامعة الملك سعود والمؤسسات والجهات الأخرى يصفقون لهم ويمتدحون صنيعهم، الأستاذ الدكتور أبو أوس الشمسان – ويعد من أشهر اللغويين العرب – هاتفني في اليوم التالي يمتدح الحدث وكتب مقالا عنه سينشر قريبا.

وختاما لا بد من توضيح؛ فشمران القبيلة أسرتي الكبرى التي أحبها وتحبني وهي تحتفي إنما تفعل ذلك لأنها تؤمن أن الإسهام الحقيقي يكمن في حث أبنائها على المشاركة في تمثيل الوطن التمثيل اللائق به. وما شمران إلا قبيلة من قبائل هذه البلاد، بتكاتفها كونت لُحمة أساسية لشموخ وطن، ونسيجا كالبنيان المرصوص لعز دولة، منهجها العدل والبناء والتطوير المستمر. والقبيلة أي قبيلة وبنص القرآن الكريم في سورة الحجرات ليست أكثر من هوية وبطاقة تعريف. والفيصل في هذا الأمر هو القرآن الكريم: قال تعالى: ” وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” واللام في لتعارفوا للتعليل. ومرادي من هذا أن شعار القبيلة، أي قبيلة، يفترض أن يذوب وينصهر في كيان الوطن وإلا انقلب الأمر من قبيلة إلى قبائلية. فالقبائلية كما يؤكد الدكتور عبدالله الغذامي “مصطلح غير محايد، بل هو مفهوم انحيازي، عرقي، يقوم على الإقصاء والتمييز. بينما القبيلة، تعبير محايد، فهي قيمة اجتماعية وثقافية”. وأقرب مثال عليه هو التمييز بين الطائفة والطائفية. والمذهب والمذهبية.

ومن هنا فإننا في البشائر وفي كل مرة تهبط الطائرة العمودية في مسقط الرأس هناك لنقل جثمان شهيد على الحد الجنوبي نشعر بالفخر والزهو لأننا نشعر أنا ساهمنا بالدم في الدفاع عن حياض بلادنا ومقدساتنا. نعم حين كتبنا منجزاتنا وسيرنا الذاتية بمداد من حبر أو بوقع الأنامل على لوحة المفاتيح، أولئك الرجال في الحد الجنوبي قدموا أرواحهم، وكتبوا نهاياتها بمداد من دم على وقع الرصاص! وهذا هو الفخر الحقيقي.

 

د. حسن بن محمد آل مساعد الشمراني

جامعة الملك سعود – الرياض

الوسم


أترك تعليق

Blue Captcha Image
Refresh

*

تابعنا على تويتر
مواليد شمران المزيد

عبدالله يضيء منزل الدكتور /خلف بن عبدالله ال خليفة الشمراني

الزيارات :
عبدالله يضيء منزل الدكتور/ خلف بن عبدالله آل خليفة الشمراني رزق الدكتور/ خلف بن عبدالله بن خلف آل خليفة الشمراني ( ...

غيم تمطر بالفرح بمنزل الأستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني

الزيارات :
مع هطول الامطار وتباشير الفرح فقد رزق الاستاذ احمد بن عيد بن حزمي الشمراني بمولودته التي احب ان يطلق عليها اسم ...

سعيد يضيء منزل الاستاذ / أحمد بن سعيد بن مسفر آل مقبول الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ / أحمد بن سعيد بن ال مقبول الشمراني ( ال حارثية شمران) هذا اليوم بمولود جعله الله من مواليد السعادة ومن ...

المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني يرزق بمولوده جديدة

الزيارات :
رزق المهندس محمدبن عايض بن محمد بن غرم الله الشمراني ” ال حارثية شمران” بمولوده جديد اتفق هو وحرمه على تسميتها دانه ...

محمد يضيء منزل الأستاذ/مصلح بن محمد بن احمد الشمراني

الزيارات :
رزق الاستاذ مصلح بن محمد بن احمد(التليبي )الشمراني بمولود اطلق عليه اسم محمد مسمى على جده محمد بن احمد صحيفة شمران ...
انفوجرافيك المزيد
  • الزوار

    1932560
    Users Today : 1030
    This Month : 40533
    This Year : 551397
    Total Users : 1932560
    Views Today : 4111
    Total views : 32066836
    Who's Online : 77