ساهمت الابتكارات في تكنولوجيا المعلومات في تغيير نمط حياة الناس والعمل والتواصل، ولكن نسق نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات أسهم في اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وبات يتطلب جهودا لمكافحة ظاهرة الاحتكار.
ازدادت التفاوتات في الثروة والدخل على مدار أكثر من 30 عاما في الاقتصادات المتقدمة، ولا سيما الولايات المتحدة كما ارتفعت الأجور الحقيقية وهي الاجور المعدلة حسب معدل التضخم ببطء ويعاني كبار السن المتقاعدون من انخفاض أسعار الفائدة على مدخراتهم.
وفي المقابل رصد الاقتصاديون بحسب تحليل نشرته مؤسسة (بروجيكت ساينديكيت) ارتفاع أرباح الشركات وأسعار الأسهم ارتفاعا حادا وتشير الآن أصابع اتهام مراكز الأبحاث إلى أن هذه التغييرات تعود في المقام الأول بسبب تطور تكنولوجيا المعلومات الحديثة.
ويمكن لشركات تكنولوجيا المعلومات الدفاع عن قدراتها الاحتكارية من خلال براءات الاختراع أو عن طريق حقوق الملكية الفكرية، ولكن هذه الطرق تتطلب جعل الأسرار التجارية معلنة.
وفي حال نجاة أي شركة مبتكرة لمنصة مهيمنة من صفقات الاستحواذ فإن عمالقة الاحتكار يخرجون الى ساحة المعركة بسلاح ميزة حجم الشركة.
فمع تراجع تكلفة معالجة وتخزين المعلومات في السنوات الأخيرة، فإن الشركة كبيرة الحجم لها تكاليف تشغيل أقل، وتزداد الأرباح بسرعة مع تضاعف عدد المستخدمين مثل: جوجل والفيسبوك ومن المستحيل تقريبا التغلب على فوائد وكفاءة التكلفة بفضل حجم الحصة السوقية فيستسلم المنافسون.
وباختصار، فإن تكنولوجيا المعلومات تساعد على خلق حواجز أمام دخول السوق، ومن ثم تدعم الشركات الرائدة في أن تصبح أكثر رسوخا. ومع تزايد وتيرة الابتكار في تكنولوجيا المعلومات، تزداد قوة الاحتكار أيضا.
ويؤدي ارتفاع الإنتاجية وتراكم رأس المال إلى زيادة الأجور ودخل رأس المال، إلا أن القدرة الاحتكارية تقلل من حصص الدخل هذه.
وهذا ما يفسر جزئيا أنه خلال الفترة من 1985-2015، شهدت الأجور تباطؤ النمو والمتقاعدون واجهوا انخفاض أسعار الفائدة على مدخراتهم.